يبدو أن جميع المؤشرات الفنية في أداء الفريق الهلالي هذا الموسم، تميل للتأرجح وعدم الثبات من مباراة لأخرى، وعلى الرغم من الإجماع على التفوق المطلق للفريق الأزرق على بقية الفرق، إلا أنه ما زال يقع في بعض الأحيان أسيرا للتقهقر والتراجع الفني داخل أرض الملعب خاصة في بعض المباريات المهمة، الأمر الذي يجعلنا نتفق على غياب بصمة المدرب الأرجنتيني كالديرون، مقارنة بسابقيه كوزمين وجيرتيس. وفي تصوري الشخصي أن كالديرون لم يفكر في بناء منهجية فنية واضحة للفريق لاعتبارات عدة، من أهمها غياب الاستقرار بسبب الإصابات والإيقافات التي لحقت بعدد من لاعبي الفريق، إضافة إلى أن الجهاز الإداري مازال في طور الدفاع عنه وعن خياراته، ولم يشعر بالثقة المطلقة من البيت الأزرق التي تؤهله للعمل على إيجاد خطة طويلة المدى كفيلة بإفراز شخصية فنية واضحة وثابتة للفريق بحيث لا نشعر معها بحجم الفارق الفني من مباراة لأخرى. هذا التفاوت الفني وعدم الاستقرار التكتيكي في خطة كالديرون.. لا يمكن أن تزرع الارتياح في قلوب الهلاليين.. فالمرحلة المقبلة تتطلب الكثير من الجدية والحرص على الفريق أكثر من أي وقت مضى، وليس هناك مجال لكي نشاهد الهلال يلعب بذات الروح والشكل الذي كان عليه في الشوط الثاني من مباراة الجزيرة الإماراتي، ولولا الهدف الذي أحرزه الشلهوب لأصبح شوطا للنسيان لا يستحق أن نتذكره، ولا أدري ما هو سر التباطؤ الذي ظهر واضحا في أداء اللاعبين؟ وهو الأمر الذي يجعلنا ننادي وبالفم المليان.. جميع لاعبينا بضرورة إدراك خطورة جميع المواقف والنتائج.. فعندما يتقدم الفريق بهدفين.. يجب أن تسعى العقلية الاحترافية الجادة والحازمة أن تبحث عن زيادة الغلة من الأهداف وليس العكس.. لأن الرجوع ومحاولة اللعب بأقل مجهود، هو في الواقع يعد عبثا غير مأمون الجانب.. فاللاعب المحترف يجب أن يصبح هذا التفكير جزءا من عقليته وذهنيته داخل الملعب.. وأن يلعب المباراة بروح متقدمة لا تجنح في كل خطواتها للتهاون.. وإلا فإنه يصبح لاعبا محترفا بالاسم فقط.. وهذا بلا شك هو جزء لا يتجزأ من شخصية المدرب.. ومدى إدراكه لكافة الاحتمالات.