أرى بأن هناك من المبررات ما يكفي لحالة الاحتقان التي تعيشها الجماهير الهلالية هذه الأيام ، فبعد التأخر في التعاقد مع المدرب ، وجلب أجانب كثر اللغط حولهم ، وعدم حسم موضوع اللاعب أحمد الفريدي حتى للحظة ، يظهر الفريق بمستوى هزيل في الجولتين الأولى والثانية من الدوري ، نتج عنه تعادل وخسارة من فرق كان غاية طموحها الخروج من أمام الزعيم بنقطة وكان لها أضعاف ما أرادت .. فهذه في تصوّري مبررات كافية لحالة الاحتقان تلك ، ناهيك من أن عشّاق الكيان لم تَعُد ترضيهم المثالية الزائدة التي يظهر عليها رئيس النادي في حالات كثيرة لا سيّما في حالة الإخفاق وتحميل نفسه المسئولية عنه .. لكنّي مازلت أراهن على حنكة هذا الرّجل ودهاءه في السيطرة والإمساك بزمام الأمور ، وتوفير السّبل الكفيلة بإعادة الزعيم إلى المنافسة بقوة ، بل وتحقيق البطولات ، فقد فعلها "شبيه الريح" من قبل وملأ القلوب بهجة وسرور ، ولم تكن بطولة أو بطولتين بل ست بطولات .. ألاّ يستحقّ منكم الدّعاء والدّعم ، والإلتفاف حول الكيان الذي هو أحوج ما يكون إلى الدعم المعنوي اليوم .. إلاّ أني أحذّر في الوقت نفسه من الإلتفات إلى من يصطادون في الماء العكر والّذين ينشطون هذه الأيام بشكل ملفت لاختراق البيت الهلالي وبث الإشاعات الكاذبة حوله ، بقصد إرباكه وإشغاله عن مواصلة المسير ، فهم الذين يسوّقون اليوم لفكرة أن الهلال يحتاج إلى مدير كرة قدم "صارم وحازم" ، وهم بذلك يلمحون بطريقة أو أخرى على أن الفريق يعيش حالة من الانفلات والتسيّب ، وما هو إلاّ تضليل باطل ، يُراد به تجييش الجمهور الأزرق ضد الفريق ونسف معنويات اللاعبين ، فلا تنساقوا خلف آرائهم المغرضة .. فإنّا إذا ما استعرضنا عناصر الفريق وأدائهم في الملعب نجد أنهم يقدّمون كل ما لديهم من جهد وقوّة بحثاً عن الروح الغائبة ، فمن الطبيعي جداً أن تطغى العشوائية والسّلبية على الأداء في ظل غياب الروح والتناغم المعنوي بين اللاعبين .. وهذه المشكلة في رأيي لا تحتاج إلى مدير كرة "حازم وصارم" لا .. بل إلى مدير حاذق وذكي جداً ، يمتلك مهارات الوصول إلى عقول اللاعبين ، وفن التأثير عليهم ، واستنهاض هممهم وتحفيزهم لإبراز مكامن القوى في نفوسهم ، وتحصينهم من المثبّطات المعنوية والنفسيّة ، وتدوين كل الملاحظات أول بأول ، ومعالجتها ، والهلال من أبرز الأندية التي تزخر بالكفاءات والخبرات الإدارية والفنيّة والمؤَهلة للقيام بهذا الدور .. فإذا ما تم ذلك ووضعت الإدارة مدير كرة قدم بهذه المواصفات ، فإنه قطعاً سيعيد الثقة والروح الغائبة ، وقطعاً ستعود معه الإنجازات المحلية والقاريّة من جديد .