- منطقياً انتهى الموسم الهلالي وحسابياً ما زال هناك بصيص أمل وإن كان وفق الظروف الحالية الفنية للأزرق ونتيجة مواجهة الذهاب يبدو ضعيفاً إن لم يكن مستحيلاً. - خسر الزعيم بنتيجة قاسية مؤلمة وقبلها بأيام غادر الآسيوية بنفس السيناريو نهاية منطقية متوقعة بموسم لم يكن الهلال فيه على الأقل لمن يقرأ واقعه بقلب غيور محب مهيأ للمنافسة كما هي حاله بالموسمين السابقين لإدارة شبيه الريح. - بهدوء وعقلانية لمَ لا يتعامل أصحاب القرار بالبيت الهلالي مع الخسارة بمبدأ (رب ضارة نافعة). - المصيبة إن مرت ثلاثية الاتحاد دون أن يستفيد منها الهلاليون والمصيبة الأكبر إن تعاملوا معها بمهدئات ومسكنات وأنها خسارة عابرة دون أن تكون مرآة تكشف لهم مكمن الخلل ومسببات الإخفاق بنهاية الموسم محلياً وآسيوياً كما حدث الموسم الماضي عندما خسروا نهائي كأس الأبطال ولم يحركوا ساكناً للبحث عن حلول للعقم الهجومي والخلل بعمق الدفاع وعدم التعامل بجدية مع مباريات الحسم. - من خذل الهلال ومن تسبب بخسوفه بمرحلة الحسم ومن يتحمل وزر الخروج المر من الآسيوية ومن تقع على كاهله مسؤولية نتيجة مباراة الذهاب والثلاثية الاتحادية بكأس الأبطال. - الواقع أن الكل شركاء والمسؤولية مشتركة وليس من العدل أن يتحمل طرف كامل المسؤولية. - الإدارة الهلالية بقيادة الأمير عبد الرحمن بن مساعد وعضده الخلوق الأمير نواف بن سعد لا يمكن إنكار وتجاهل ما قدمته من عمل مؤسسي واحترافي طوال المواسم الثلاثة الماضية، جهد يذكر فيشكر وما أنجزه الهلال بوجودهما على رأس الهرم الإداري من ألقاب خمسة محلية ستظل بصمة مسجلة باسمهما طوال تاريخ الأزرق إلا إن هذا لا يعني عدم وجود أخطاء وهفوات وقرارات لم تكن بمحلها وخطوات جانبها الصواب ولعل أبرزها هذا الموسم تحديدا. - استمرار جيرتس وهو المؤكد رحيله لتدريب المنتخب المغربي منتصف الموسم وإشرافه على مرحلة الإعداد والأخذ بنصائحه ومباركة قناعاته وتحقيق طلباته دفع الهلال ثمنه اعتزال الدعيع وهو القادر على الاستمرار لموسمين على أقل تقدير وجلب عناصر محلية بتوصية منه لا فائدة من تواجدهم كوليد الجيزاني وفيصل الجمعان وجابر الكعبي والإبقاء على الكوري لي يونق لموسم آخر وعدم الاستفادة من بطاقته لجلب مهاجم أجنبي يحل مشكلة العقم الهجومي. - عدم الاستفادة من فترة قيد المحترفين الثانية سواء بجلب عناصر أجنبية أو محلية بالمنطقتين الأمامية والخلفية على الرغم من وضوح العلة وخطورة المرحلة وتزامنها مع الدور ثمن نهائي الآسيوي والأسابيع الحاسمة بالدوري وبطولتي كأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بل على العكس تماما فالهلال وخلال فترة القيد الثانية خسر أهم أسلحته بمغادرة نيفيز وعدم تعويضه بلاعب بنفس إمكانياته البدنية ومهاراته الفردية. - ومن أخطاء الإدارة الهلالية بقاء مشكلة عزيز معلقة وفشلها بإيجاد حل جذري يحفظ للكيان هيبته التي تلاعب بها خالد عزيز طوال الموسم والمواسم السابقة الإدارة الهلالية فشلت باحتوائه ومعرفة مسببات استخفافه بالقرار ومن يقف خلف غيابه المتكرر بمراحل الحسم وقبل مباريات معينة ولم تسعَ للتخلص منه ببيع عقده أو مقايضته بلاعب يستفيد من وجوده الأزرق ويسهم بحل إحدى إشكالياته أو على الأقل مخاطبة لجنة الاحتراف وإخطارها بممارساته الصبيانية رسمياً وتحويله لهاوٍ ليكون عبرة لغيره. - ومن هفوات الإدارة عدم تقبل النقد واعتبار أي صوت يجهر برأي يبرز سلبيات العمل الإداري وكأنه حاقد أو متربص على الرغم من أريحية الإدارة الهلالية وتعاملها الراقي ووعيها وإدراكها للدور الإيجابي للإعلام بمختلف انتماءاته والذي يتمثل بتواصل كافة أعضائها الدائم وتعاونهم مع مختلف القنوات الإعلامية المقروءة والمسموعة والمشاهدة. - ومن مسببات الحال الهلالي المهترئ فنيا نهاية الموسم رداءة الجهاز الطبي وهو ما لم تعترف به الإدارة وكانت طوال الموسم تكابر وتصر على أن الكادر الطبي يقوم بعمله على أكمل وجه فيما الواقع أن الكثير من نجوم الفريق غابوا لفترات طويلة وطالت مدة تعافيهم على الرغم من أن إصاباتهم طفيفة وليست خطيرة. - ومن دواعي تراجع الهلال وضعفه الفني الصمت وترك الجمل بما حمل للجهاز الفني للعبث بالتشكيلة بمباريات حسم مهمة لا تقبل التعويض بلقاء الاتحاد آسيويا وبمواجهة كأس الأبطال وتغييب عناصر مهمة بفلسفة تدريبية غريبة أو بداعي معاقبتهم كما حدث مع ولهامسون فيما الواقع أن الفريق هو من عوقب وليس اللاعب فهل من المعقول أن يتم الدفع بسلمان الخالدي كلاعب أساسي وهو الغائب عن التشكيلة طوال الموسم ولما غيب ويلهامسون وأبقى كالديرون أحمد علي وهو أفضل السيئين هجوميا بجانبه وكيف لمدرب يبحث عن تعديل النتيجة وفريقه خاسر استبدال مهاجم بآخر والإبقاء على خمسة عناصر بمنتصف الملعب. - ومن الأخطاء الإدارية المكابرة وعدم الاعتراف بأن الهلال حتى بوجود القحطاني والمحياني يعاني من عقم هجومي علاجه واضح استقطاب مهاجم أجنبي معروف وصاحب إمكانيات بدنية وهداف وليس لاعبا مغمورا. - ومن الأخطاء الإدارية المبالغة بالمثالية بالتعاقدات المحلية ورفع شعار لا للمزايدات بزمن الاحتراف وإهدار أموال طائلة بصفقات محلية فاشلة بكل المقاييس آخرها سلمان الخالدي كان يمكن أن تستثمر بلاعب محلي مؤثر يحتاجه الفريق. - اللاعبون يتحملون النصيب الأكبر من الإخفاق فياسر على سبيل المثال ليس هو الكاسر ومع ذلك لم يعمل بجدية لاستعادة مستواه ولم يصارح نفسه قبل أن يصارحه الآخرون والفريدي كما هو لم يتغير برود غريب وعدم جدية واستعراض يدفع ثمنه الفريق ونرفزة ورعونة بالمباريات الحاسمة والمرشدي والغنام تراجع مخيف والعناصر الأجنبية تكرر ولأكثر من مرة نيلهم البطاقات الحمراء وغابوا بلقاءات مهمة ومصيرية دون مبرر مقنع والبقية وباستثناء الشلهوب وهوساوي والمحياني وعبد العزيز الدوسري ورادوي والعتيبي غابت روحهم وقل طموحهم وقتاليتهم وحماسهم وكأن الموسم انتهى بالنسبة لهم بتحقيق لقبي الدوري وكأس ولي العهد. - الجمهور الهلالي الرقم الصعب والعنصر الأكثر تأثيراً سلباً أو إيجاباً شريك بالخسارة كما هو شريك بالإنجاز غاب بأكثر المباريات وبالأخص المقامة بالرياض وإن حضر فوجوده كعدمه بلا فعالية ولا قيادة ولم يمارس دوره المعتاد بالضغط على الإدارة وساهم بدلاله الزائد لبعض النجوم باستمرارية تدني مستوياتهم وغيابهم وتشتتهم الذهني. - الجهاز الفني فاقد الشيء لا يعطيه فكالديرون محاضر وليس ميداني لم يكن الخيار الأمثل منذ إشرافه على الفريق والهلال من أسوأ لأسوأ مدرب دأب على اللعب بطريقة مكشوفة وأصبح الهلال بعهده كتاب يسهل على الجميع قراءة تغييراته وتدخلاته في غالب الأحيان تثير الغرابة أخل بتوازن وانسجام الفريق كمجموعة من خلال عبثه الدائم بالقائمة الرئيسية. - ما يحتاجه الهلال لتعديل المسار والعودة بالموسم القادم بصورة أروع الاستفادة من الكوادر الهلالية التدريبية والخبرات الإدارية وأصحاب المؤهلات العلمية التخصصية للتشاور كعبد العزيز العودة وعبد الله فودة وجاسم الحربي وعبد اللطيف الحسيني وفيصل أبو اثنين لوضع إستراتيجية والمشاركة ببرمجة مرحلة الاستعداد والوقوف على احتياجات الفريق العناصرية محلية وأجنبية واختيار جهاز تدريبي وطبي متكامل وصاحب تجربة ثرية وتقييم عطاء ومردود العناصر المحلية وتحديد هوية الأجدر بالاستمرارية ومن سيطوله الإبعاد والاستغناء وبحث جدوى بقاء أو رحيل كافة العناصر الأجنبية والدخول بجدية بالتعاقدات المحلية والمكاشفة والمصارحة مع اللاعبين فمن لا يقدر حجم المسؤولية ومن لا يملك الرغبة بالاستمرارية ومن لا تذرف عيناه ألماً وحسرةً على فقدان لقب ومن لا يخالجه الخجل من آلاف الجماهير الهلالية بعد خسارة قاسية ومذلة فلا مكان له بصفوف زعيم الكرة السعودية مهما كان اسمه ونجوميته ومن لا يسعى لتطوير أدائه فليس بمؤهل بأن يمنح ثقة الرقم الصعب فكم من بطولة ولقب خسره الهلال بمواسمه الأخيرة وكم من بذل مادي وجهد إداري أهدر بسبب البرود والاتكالية وغياب الروح الهلالية التي كانت إلى وقت قريب سر التوهج الأزرق ومكمن القوة ولغز التميز والاحتكار البطولي عبر أجيال هلالية متعاقبة بداية بجيل سلطان مناحي وبن عمر والجمعان وبشير والعمدة مروراً بالإمبراطور والبيشي والحبشي والتخيفي وبقية كتيبة الرعب نهاية بمرحلة الزعامة الآسيوية بتواجد جابر العثرات والتيماوي وأسطورة الحراسة الآسيوية والفيلسوف والشريدة والبقية كان حماسهم وغيرتهم وتضحياتهم والتزامهم وعشقهم للكيان وحرصهم على إسعاد جماهيره ورد الدين لرموزه وتقدير مواقف ودعم رجاله يميزهم عن منافسيهم ويسهم بتفوقهم ويدعم حظوظهم بالتتويج بمختلف مسميات الألقاب محلية وخارجية.