أثار مقعد رئيس منتدى جدة الاقتصادي جدلا واسعا في الأوساط الاقتصادية بجدة بعد انتهاء فترة رئاسة ماجد القصبي، لا سيما أن هناك ضغطا من بعض أعضاء مجلس إدارة غرفة جدة لاختيار الرئيس الجديد للمنتدى من بين أعضاء المجلس وذلك ما لا يروق لعدد من الشخصيات الاقتصادية البارزة. وأكد المدير التنفيذي للعلاقات العامة والإعلام بغرفة جدة أحمد الغامدي ل«شمس» أنه لم يتم حتى الآن البت في اختيار الرئيس الجديد للمنتدى أو اختيار الموضوع الرئيسي، متوقعا أن يتم حسم ذلك في اجتماع بهذا الخصوص خلال الشهر المقبل، ورجح اختيار رئيس المنتدى الجديد من داخل غرفة جدة. وتشير المعلومات إلى أن عددا من رجال الأعمال الذين يعملون خارج إطار مجلس إدارة غرفة جدة أعلنوا رغبتهم في اختيار شخصية من خارج الغرفة تجنبا للنمطية والتقليدية التي سوف ترافق من يخرج بأفكار مكررة من رحم التجارب السابقة للمنتدى، خاصة أن قيادة المنتدى من داخل الغرفة لم يكتب لها النجاح في التجارب السابقة، وأوضحت مصادر أن رئيس مجلس إدارة غرفة جدة يسعى إلى أن تكون إدارة دفة المنتدى من داخل أروقة الغرفة. الدباغ يبدأ المشوار وكانت فكرة منتدى جدة الاقتصادي، ولدت بعد أشهر قليلة من اختيار مجلس الإدارة الجديد للغرفة التجارية الصناعية بجدة في الدورة ال15، حيث برز عمرو عبدالله الدباغ، الذي تبنى في داخل الغرفة تأسيس منتدى جدة الاقتصادي في أوائل العام 2000 فأسس من أجله مجلس جدة للتسويق، الذي أنيطت به مسؤوليات إدارة المنتدى. ونجح الدباغ في قيادة خمس دورات للمنتدى، جاءت بعشرات من القيادات السياسية السابقة والحالية من جميع أنحاء العالم، ووضع خلال السنوات الخمس التي قاد فيها المنتدى عشرات العناوين التي تناقش قضايا وأحداثا سياسية واقتصادية ومتغيرات تؤثر على المسرح الاقتصادي. وكانت الدورة الخامسة من المنتدى، وهي الأخيرة ضمن مسؤوليات الدباغ الذي اختير بعد خمس سنوات من رئاسة المنتدى ليكون محافظا للهيئة العامة للاستثمار بقرار ملكي في عام 2005، وأخذ مجلس إدارة غرفة جدة يتدارس البحث عن رئيس يخلفه في رئاسة المنتدى، واستعان المجلس في ذلك الوقت الذي يرأسه وزير التجارة والصناعة الحالي عبدالله زينل، بمشورة الدباغ نفسه الذي أوصى باختيار رجل الأعمال عمرو حسن عناني، الذي يملك خبرة واسعة في مجالات الاستثمار والاقتصاد، إلى جانب علاقاته المتميزة على المستوى المحلي والدولي، وخبراته في الإدارة. 9 ملايين للإعداد ترأس عناني منتدى جدة الاقتصادي في عام 2005 تحت عنوان «بناء الطاقات وتطوير الأفراد لتحقيق نمو مستدام» وكذلك الدورة السادسة في عام 2006 تحت عنوان «من أجل آفاق جديدة للنمو الاقتصادي: احترام الهوية الفردية وتعزيز القيم المشتركة». وفي عام 2007 وبعد أشهر قليلة من انتخاب مجلس إدارة جديد لغرفة جدة برئاسة عبدالله المعلمي جاء قرار المجلس بأن يكون رئيس المنتدى أحد أعضاء مجلس الإدارة، ولذلك وقع الاختيار على سامي فؤاد بحراوي، الذي بدأ من الدورة السابعة للمنتدى تحت عنوان «الإصلاح الاقتصادي.. أرض واعدة وآفاق ممتدة» وفي الدورة الثامنة نقل المنتدى من موقعه المعتاد في فندق هيلتون جدة لأول مرة إلى مركز جدة للمعارض والمؤتمرات، حيث أنفقت غرفة جدة ما يزيد على تسعة ملايين ريال من أجل تجهيز وإعداد المركز بما يتلاءم مع متطلبات تنظيم هذا المنتدى العالمي ونظم لمرة واحدة خلال عام 2008 في هذا المركز وهي الدورة التي حملت عنوان «إنماء الثروة عبر الشراكات والتحالفات» وحفلت بمشاركة عالمية ومحلية كبرى تمثلت في بعض الشخصيات، التي تشارك لأول مرة مثل وزراء العمل والتجارة والصناعة ومحافظ مؤسسة النقد السعودي وكذلك رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي آلان جرينسبان وغيرهم من الشخصيات العالمية. دورة مختلفة كليا وفي عام 2009 شهد المنتدى معوقات وصعوبات منعته من الظهور لأول مرة وهي الوحيدة في تاريخه وتسببت في إلغاء الدورة التاسعة أو تأجيلها إلى عام 2010، وقبيل أن يترك المجلس مقاعده ولأول مرة في تاريخ المنتدى تعاقدت غرفة جدة مع مركز الخليج للدراسات، الذي يرأسه الدكتور عبدالعزيز بن صقر لتولي إدارة وتنفيذ منتدى جدة الاقتصادي العاشر في أوائل عام 2010 وهي الدورة الوحيدة، التي أسندت إلى جهة من خارج الغرفة بشكل كامل وترأسه الدكتور صقر تحت عنوان «الاقتصاد العالمي 2020». وفي اللحظات الأخيرة للدورة العاشرة من المنتدى أفصح رئيس مجلس إدارة الغرفة صالح كامل أن الدورة الحادية عشرة للمنتدى ستكون مختلفة كليا وجديدة في منظورها وموضوعاتها وشخصياتها، وبالفعل بدأ مجلس إدارة الغرفة التجهيز لذلك من خلال اختيار عضو مجلس إدارة الغرفة الدكتور ماجد القصبي لتولي رئاسة المنتدى، الذي لم يكن غريبا عنه فقد شهد ولادته وأسهم في تنظيم الدورتين الأولى والثانية عندما كان أمينا عاما لغرفة جدة، غير أن القصبي ما لبث أن عين بأمر ملكي مستشارا في مكتب ولي العهد وهو الأمر الذي أعاد التنافس من جديد على كرسي الرئاسة في المنتدى الذي يطمح القائمون عليه إلى أن يحقق الأهداف التي رسمت له في بداية انطلاقته .