سجلت المناطق السكنية المحيطة بالحرم المكي الشريف استعدادا لاستضافة موسم حج هذا العام وسط توقعات بارتفاع عدد الحجاج لهذا الموسم عن موسم الحج الماضي، حيث أبرمت بعثات حج هذا العام تعاقدات مع عدد من ملاك العمائر السكنية بمكةالمكرمة، فيما أصدرت لجنة إسكان الحجاج أكثر من 6500 تصريح إسكان موزعة على عدد من أحياء مكة المركزي بدءا من جوار الحرم المكي الشريف وحي الششة ومنطقة العزيزية وحي الروضة والمعابدة وأحياء أخرى تبعد كيلومترات عن بيت الله الحرام. وشهدت بعثات الحج تنافسا محموما في البحث عن مساكن وعمائر سكنية لتغطية حاجة الحجاج وفق الأنظمة واللوائح، وضخت مئات الملايين من أجل إسكان حجاج بيت الله الحرام وهي تعد تمهيدا وعرابين مبدئية لتوقيع عقود مرتقبة، وذكر المطوف سراج قصاص أن بعثات الحج تسعى للحصول على مواقع سكنية معينة وفق موقع الحرم المكي، مفيدا بأن التوسعة الخاصة بمنطقة ما حول الحرم قد قلصت عدد العمائر السكنية المخصصة للحجاج إلا أن البدائل كانت متوفرة في أحياء أخرى أعدت مواقعها السكنية مبكرا. ويقول العقاري حمدان العصيمي إن حركة الإسكان شهدت نشاطا ملحوظا هذه الأيام وشهدت بعض المواقع قفزات في الأسعار لتعويض معظم المستثمرين وأصحاب العمائر الخسائر التي تكبدوها في موسم الحج الماضي وذلك بسبب إنفلونزا الخنازير. وأبان رئيس لجنة إسكان الحجاج بمكةالمكرمة المهندس زهير حداد ل«شمس» أنه تم إصدار أكثر من 6500 تصريح لإسكان الحجاج في حج هذا العام بطاقة استيعابية 1.6 مليون حاج، كما أنه تم إصدار قرابة 250 معاملة غرامة لإصدار تصاريح إسكان المساكن للحجاج بسبب عدم الالتزام باشتراطات السلامة المعتمدة، مشيرا إلى أن هناك 24 فرقة ميدانية تقوم بمهام المراقبة والمتابعة تبدأ منتصف شهر ذي القعدة إلى انتهاء موسم الحج؛ حيث تطلع بشكل يومي للكشف على المباني المصدر لها تصاريح من قبل المكاتب الهندسية، كما أن الفرق الميدانية التي تباشر الكشف على المساكن المصرح لها تؤدي أعمالا إضافية وهي الكشف عن المساكن التي تؤوي حجاجا، ولم يتم التصريح لها أو المباني غير الصالحة، ويتم على ضوء هذا وقوف اللجنة وفصل جميع الخدمات عن المبنى ونقل الحجاج إلى مكان يحمل إمكانيات تناسب احتياج الحجاج ويضمن سلامتهم، لافتا إلى أن اللجنة تقر بقاء الحجاج على أن يتم تنفيذ العقوبة الغرامية التي تقرها لجنة النظر في إمارة منطقة مكةالمكرمة. وأظهرت دراسة علمية أجراها أخيرا الباحثون الدكتور محمد فواز العميري والدكتور إحسان المعتاز والدكتورة أفنان محمد تلمساني من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج أن 83 % من الحجاج كانوا يسكنون في المنطقة المركزية التي كانت تستوعب أغلب الحجاج، وفي ظل المشروعات التطويرية الكبيرة التي استدعت نزع ملكية العديد من العقارات اتجه الحجاج إلى السكن في أحياء أخرى خارج المنطقة المركزية. وبينت الدراسة أن 24 % من حجاج الداخل تحديدا اتجهوا إلى السكن في مخططات الشرائع، و13 % في العوالي، و8 % يسكنون في مخططات الشوقية لانخفاض الإيجارات مقارنة بالأحياء الأخرى، و59 % من الحجاج قدموا من خلال بعثات الحج، و41 % قدموا من خلال الشركات السياحية، و27 % يؤدون الفريضة للمرة الأولى، و26 % أدوا الفريضة مرتين، و12 % أدوا الفريضة ثلاث مرات. وذكر الباحثون أن 46 % من الحجاج الذين يقدمون من خارج المملكة لا يعلمون عن موقع السكن الذي يتم استئجاره من قبل بعثات الحج في العاصمة المقدسة أو المدينةالمنورة، وأن 60 % منهم لا يدركون المسافة بين السكن الذي سيسكنون فيه والحرم الشريف مما يؤدي إلى العديد من المشكلات ومنها رفض السكن من قبل الحجاج وبقاؤهم في الشوارع لفترات زمنية طويلة. وأكدت الدراسة أن 62 % من الحجاج يفضلون البقاء في السكن الذي تم استئجاره لهم خارج المنطقة المركزية بعد موسم الحج، وأن 37 % يفضلون السكن في المنطقة المركزية مما يتطلب من الجهات الحكومية تكثيف الجهود لتوفير الخدمات الأساسية، مشيرة إلى رضا الحجاج عن مستوى نظافة السكن والأحياء التي يسكنون فيها. إضافة إلى توفير الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب وتوفير وسائل السلامة والحراسات الأمنية، ووجود الدوريات الأمنية على مدار الساعة وتوفر الحافلات لنقل الحجاج من السكن إلى الحرم الشريف وتوفر الخدمات الطبية والمحال التجارية .