تأثرت أسعار الإيجارات للوحدات السكنية في العاصمة المقدسة بشدة نتيجة عدم وجود طلب كبير على عكس ما هو متوقع من بعثات الحج على المساكن البعيدة عن الحرم. وتوقعت مصادر عقارية أن تتراجع أسعار إيجارات الشقق في مختلف أحياء مكةالمكرمة خلال الأشهر القليلة القادمة نتيجة رغبة المستثمرين في الحصول على عمائر لإسكان الحجاج بالمنطقة المحيطة بالحرم المكي دون غيرها حيث تصر العديد من بعثات الحج على استئجار العمائر الموجودة في المنطقة المركزية في ظل توفرها بشكل كبير حسبما يؤكدون وبالذات في محيط الحرم والعزيزية تسهيلاً على الحجاج بينما واقع الحال يكشف عكس ذلك حيث تعاني المنطقة المحيطة بالحرم من التكدس والازدحام على مدار العام حتى أن الحجوزات لموسم حج العام الحالي أغلقت منذ وقت مبكر في اغلب الدور المقاربة للحرم في الموسم الحالي .. وأشار عقاريون الى وجود مئات العمائر ذات الأدوار المتعددة التي تستوعب مئات الآلاف من الحجاج بمواقع ليست بعيدة عن الحرم ويقوم ملاك العمائر بإخلائها من المستأجرين خلال الموسم ومن هذه الأحياء الشوقية والخالدية وبطحاء قريش والشرائع وغيرها مما يسهل على هذه البعثات ويفك الازدحام الذي يحدث بالمنطقة المركزية خلال موسم الحج بالذات.. وأكد عدد من الملاك بالعمائر الواقعة بهذه الأحياء أنهم بدأوا عرض عمائرهم للإيجار مرة أخرى وسط إحجام الكثير من البعثات السكن في مواقع أبعد من المنطقة المركزية، مشيرين الى أنهم قاموا في وقت سابق بإخراج المستأجرين من هذه المساكن بغية الاستفادة من تأجيرها في موسم الحج مرة أخرى بعد أن طلبوا منهم في وقت سابق الخروج بحجة تخصيص العمائر. وأوضح أحد السكان أن الملاك الذين تورطوا في إخراج السكان سيضطرون إلى اللجوء إلى مكاتب العقار من اجل البحث عن مستأجرين حيث بدأ العرض خلال الفترة الماضية من الوحدات السكنية المعروضة للإيجار يفوق الطلب ومن المتوقع أن يزيد ذلك خلال الفترة المقبلة خصوصا وان بعثات حج رسمية رفضت استئجار منازل وعمائر تبعد كثيرا عن الحرم ودفعت مبالغ طائلة في سبيل حجز العمائر القريبة من الحرم . وأبان المواطن خالد سجيني وهو من سكان أحد المجمعات السكنية بأحد الإحياء التي باتت تشهد عروضاً كثيرة من ملاك الوحدات السكنية الخالية أن إصرار ملاك العمائر في وقت سابق على إخلاء عمائرهم في كافة الإحياء البعيدة عن الحرم من اجل تأجيرها على الحجاج كان له تأثير سلبي على المستأجرين بالدرجة الأولى حيث أصبح الكثير منهم في حيرة من أمرهم نتيجة مغالاة الملاك ، والآن سيطال التأثير ملاك العقارات وأصحاب العمائر فمكةالمكرمة تشهد نهضة عمرانية ضخمة في المنطقة المركزية من خلال العمائر الشاهقة التي تستوعب ألاف الحجاج والمعتمرين وكذلك هناك منطقة رديفة للمركزية مثل العمائر الواقعة في محبس الجن وعلى امتداد طريق العزيزية وفي العزيزية نفسها مما يجعل بعثات الحج تختار المناطق الأقرب للحرم كونها الأنسب.. إما المواطن احمد الحمود فيقول حقيقة إننا استغربنا قيام الكثير من ملاك العمائر في مكةالمكرمة باخلاءها بحجة أنها مخصصة للحجاج بالرغم من ابتعادها عن الحرم الشريف مما احدث أزمة للسكن لكافة المواطنين المستأجرين وأتمنى إصدار قرار يتضمن الإحياء التي يسمح فيها بإسكان الحجاج بدلا من العشوائية الحالية التي جعلت الكثير من الملاك يعميهم الجشع للحصول على مكاسب موسمية دون النظر في حال الكثير من المواطنين من ذوي الدخل المحدود.. ويقول المواطن سعيد الزهراني في الحقيقة هناك تلاعب واضح في تأجير هذه الوحدات فهناك منازل يتم تأجيرها على أساس أنها عمائر للحج وتصدر التراخيص وتؤجر مقابل 350 ريال لكل حاج ولا يسكن هؤلاء الحجاج في تلك العمائر مما يعني إن هناك سوقا سوداء لبيع تصاريح الحج مع عدم توفير السكن أو الغذاء للكثير من الحجاج وتركهم للافتراش في المشاعر من قبل البعض من ضعاف النفوس ومن المفترض وجود عدة لجان مهمتها المرور على كافة العمائر المؤجرة للحجاج بشكل يومي و التأكد الفعلي من تواجد الحجاج في هذه العمائر حتى لانفتح الباب لسماسرة الحج الذين يقدمون مصالحهم الشخصية على مصالح المواطن .. وأوضح بدوره الشريف منصور بن صالح أبو رياش رئيس اللجنة العقارية بالغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة أن هناك أسباب عديدة وراء ارتفاع أسعار السكن الدائم بمكة خلال الفترة الماضية ومنها نقص في عدد مساكن الحجاج وارتفاع هجرة المواطنين إلى مكةالمكرمة لغرض العمل والتجارة وعدم وجود ضوابط تحمي المستثمر والمستأجر بالإضافة عدم السماح من قبل أمانة العاصمة في تعدد الأدوار في بعض أحياء العاصمة المقدسة وهي تسير على نظام معمول من قبل 12 سنة. وأضاف ابورياش بان هناك فجوة بين العرض والطلب فلا بد من وضع حلول وإنشاء مساكن دائمة تكون في متناول ذوي الدخل المحدود. وقال ابورياش بان عدد دور الإسكان المصرح لها حوالي 6000 دار مشيراً بان إصرار بعض بعثات الحج على السكن قرب الحرم المكي الشريف يتطلب دفع مابين 5000 ألاف ريال إلى 6000 ريال للحاج الواحد بينما هناك دول لا تستطيع دفع أكثر من 2000 ريال للحاج الواحد وبذلك يتم إسكانهم في الإحياء البعيدة عن الحرم المكي الشريف مثل الشوقية و الخالدية وبطحاء قريش والشرائع وغيرها والتي رفضتها العديد من بعثات الحج خلال العام الحالي مما يجعل هذه الدور خالية وبالتالي تعرض للإيجار الدائم طوال العام على الأهالي مما ينعكس على حجم المعروض في السوق وبالتالي انعكاس ذلك على مستوى أسعار الإيجارات ..