هنا، فإن الأيام الثلاثة التي تسبق أي «عيد» تصبح فترة ذهبية لهواة الغش والتدليس واستغلال حاجة الناس وزيادة الأسعار، وهي الهوايات التي تمرس مرتادوها على مزاولتها حتى اقتربوا كثيرا من الاحترافية! كل الهوايات سابقة الذكر تتم بمباركة غياب «فرق الرقابة» ورعاية نوم «حماية المستهلك»! يحدث كل ما سبق تحت ذريعة «عيد يا حبيبي عيد»! في «متجر الملابس»، حاول أن تغض بصرك عن أي بطاقة سعر هناك، تلك التي لن تشاهد فيها سوى رقم من ثلاث خانات لقطعة ستصبح في منتصف شوال هدية مجانية لعرض «اشتر واحدة والأخرى مجانا»! هناك إياك أن تناقش أحدهم عما شاهدته في بطاقة السعر، حتى لا تستمع لحكم وأمثال من شاكلة «الباب يفوت جمل» أو «درب يسد ما يرد» ونحوها! وهناك أيضا لن تجد سوى الخيارات التالية، إما أن تشتري وتغادر دون ضجيج أو تعترض فيعود لك اعتراضك بعد أن يأخذ «لفة »على جهات الرقابة ليخبرك أن الدنيا «عيد يا حبيبي عيد»! في «صالون الحلاقة» وبعد أن يصلك الدور أخيرا، فإنه من العبث التحدث مع الحلاق عن ضرورة نظافة المكان وتعقيم الأدوات المستخدمة، بل ومن العبث أيضا تهديده بإبلاغ البلدية عن جملة المخالفات التي تحدث هناك، فقط حاول أن تسترخي على الكرسي ثم أغمض عينيك عن كل شيء، وحين تستمع لكلمة «نعيما» فهي لا تعني شيئا سوى أن تدفع 20 ريالا أجرة حلاقة شعر رأسك، هنا يجب ألا تطالبه بتسعيرة البلدية فالدنيا «عيد يا حبيبي عيد»! في «مغسلة الملابس» ستدخل كل قطعة ملابس إلى هناك تحت بند «مستعجل» حتى وأنت تسلمها في اليوم الخامس والعشرين أما موعد الخروج فهو قبل العيد بساعة، وأما السعر فسيصبح مقاربا لسعر قطعة جديدة منها! لابد هنا أن تلتزم بأخلاق «العيد» فالدنيا «عيد يا حبيبي عيد»! أما «حماية المستهلك» و«فرق رقابة الأسعار» و«وزارة التجارة» و«البلديات» فأرجو ألا تشغل بالك بهم كثيرا.. فالدنيا «عيد يا حببيي عيد» !