في كل عام يمر شهر شوال بعد أيام العيد ثقيلاً .. محرجاً .. على ذوى الدخل المحدود .. أو حتى الدخل المتوسط .. بعد أن يكون الجميع قد صرفوا كل ما لديهم من أجل الاستمتاع بالعيد .. وتعود الناس أن (يمدوا أقدامهم بأكثر من مقاس لحافهم) فاذا ما سألتهم ماذا سيفعلون طيلة شهر شوال .. سارعوا إلى القول: ربك يدبرها!!. وطبعاً صحيح أن الله سبحانه وتعالى إلى جانب عباده دائماً وابداً .. لكن الحكمة تقتضي أن يتحسب الإنسان للظروف والطوارئ فلا يفرط في الشراء والاستعداد للعيد ثم يقضي بقية الشهر على الحديدة!!. لكن الإنسان الذي أصبح يواجه حياة ظروفها حرجة تبعث على الهم والغم في كثير من الأحوال وسط سعي متوتر لتوفير لقمة العيش .. فانه لا يصدق أن تأتي مناسبة العيد مكللة بالابتسامات .. والأفراح .. والليالي الملاح الا ويسارع هذا الإنسان إلى المشاركة في زفة العيد السعيد .. لا يلوى على شيء .. ولا يفكر في شيء .. سوى الاستمتاع باللحظة ليفرح .. وينثر الفرح على أسرته بكل الألوان .. والأشكال .. حتى اذا ما انتهت أيام العيد فانه يعود إلى تحسس جيوبه ليلقاها خاوية .. وليجد نفسه وقد أثقل كاهله بالديون .. فيعود إلى أحزانه يفكر في الحلول!!. المشكلة الأكبر أن كل شيء قد ارتفع سعره فأصبحت الأسعار لا تطاق .. وسط غياب كامل للرقابة بحجة أن الدنيا عيد .. فوصل سعر ساندوتش الشاورما إلى عشرة ريالات .. وغير الشاورما بعشرين ريالاً .. وعلبة السفن أب أو البيبسي بثمانية ريالات .. وزجاجة السيدر تفاح من ثلاثة ريالات إلى أربعة عشر ريالاً. نحن هنا نتحدث عن الأكل والشرب .. عن الأشياء الملحة في حياة الإنسان .. ثم بعدها نسأل وكيف يتمكن الناس من النزهة في العيد مادام أن الأسعار بهذا الاشتعال .. وهذه القسوة؟!. والقول بأن الإنسان الذي لا تسمح امكاناته بتحمل هذه التكاليف فان عليه أن ينزوي بعيداً حتى لا يتحمل ما لا طاقة له به .. قول مردود والا فما قيمة العيد .. والأفراح .. إذا لم تتيسر أمام الإنسان فرص الاستمتاع بمظاهر العيد. أما اذا ما طالبنا بالتنظيم .. والترشيد .. فاننا سنواجه بالطبع بأن احتياجات العيد من الأكل وشراء الملابس وتكاليف النزهات تفوق أي تنظيم أو ترشيد. ونكاد نقول: لا فائدة .. هذه مصاريف العيد وهذه التزاماته .. وعلينا أن نواجهها بالصبر .. والعمل على المعالجة المتاحة رغم كل المشاكل ورغم الحاجة التي قد تطوق الناس لعدة شهور بعد العيد حتى تفي بالتسديد .. والخروج من أزمة مصاريف العيد. كل عام وجيوبكم عامرة. آخر المشوار قال الشاعر: يا حلوة الثغر والعينين يا أملي لولاكِ لم أحتفل بالعيد لولاكِ لقياكِ حلم أضعت العمر أنسجه فضاع عمري ولم أسعد بلقياكِ