حين يجد مجموعة من الناس شخصا ما لم يعطهم حقوقهم أسوة بغيرهم، فأقرب كلمة يمكن أن يقولها هؤلاء لذلك الشخص «شايفنا عيال البطة السوداء»؟ وعيال هذه البطة كثيرون في هذا الوقت، وأول هؤلاء العيال هم مرافقو المبتعثين، فهم بكل صدق وأمانة «عيال البطة السوداء» بلا منازع، فحين أصدرت الوزارة قرارا يقول إن مرافق المبتعث يتقاضى نفس المكافأة الأساسية للمبتعث كمرتب شهري كونه مرافقا، فإن الوزارة لم «تصمل» على هذا القرار كما يجب، فحين زادت رواتب موظفي الدولة بعد الأوامر الملكية، وزادت مكافآت المبتعثين لم تزد الوزارة مكافآت المرافقين، بصورة أدق لو افترضنا أن المبتعث يتقاضى ما يقارب 2000 دولار راتبا أساسيا، فإن المرافق يتقاضى نفس هذا المبلغ، ولكن بعد الزيادة في المرتبات أصبحت رواتب كل المبتعثين تزيد على 2000 دولار مرتبا أساسيا للمبتعث، إذا اجتزأنا منها البدلات الأخرى فإنه يحق للمرافق أن يستلم نفس هذا المرتب الأساسي بعد الزيادة، فحال المرافق كحال المبتعث تماما، الغريب في الموضوع أن وزارة التعليم العالي بعد زيادة مرتبات المبتعثين قامت بزيادة مرتبات المرافقين تلقائيا، وأعطت المرافقين راتب شهرين بعد الزيادة بأثر رجعي، ولمدة شهرين قامت بإعطائهم المرتبات بالزيادة، وفجأة انقطعت تلك الزيادة عن المرافقين، وعند السؤال عن ذلك أجابت الوزارة «كان خطأ موظف»، فهذه العبارة تذكرني بصديقنا ذاك الذي قال لنا في لحظة لا نعرف وصفها «ما شاء الله عندك حلووول»! لا أدري لماذا تتعامل وزارة التعليم العالي مع المبتعثين على أنهم مازالوا أطفالا، وتتعامل معهم بأبوة قاسية، وبنظرة دونية غاية في السوء، بدليل أن هناك مسؤولا وزاريا كان في زيارة لإحدى الدول، والتقى بالمبتعثين في هذه الزيارة، وحينما بدؤوا يدلقون على مسامعه شكاويهم عن شح القبولات في الجامعات، والجامعات المعتمدة قال «في زماناتي حينما أردت قبولا من جامعة خارج المملكة وصلني أكثر من ستين قبولا»، كان هذا قبل عصر الإنترنت، فما أريد أن أسأله هل كان لدى هذا المسؤول الوزاري «صندقة حمام زاجل» في تلك الأيام؟