مخاطر الموت تواجه أكثر من 120 عاملا في سوقي اللحوم والدجاج بمحافظة الأحساء، حيث تقع السوق الأولى في حي المزرع، بينما الثانية في حي الرفعة خلف مدرسة الإمام علي بن أبي طالب الابتدائية للبنين والقيصرية القديمة، وهما من الأحياء القديمة في المحافظة. ولكون السوقين قد مضى على إقامتهما فترة طويلة جدا تصل لعشرات السنين دون الاهتمام بتجديدهما أو حتى الصيانة الدورية، فقد أصبحتا معرضتين للسقوط في أي لحظة، وبالتالي تشكلان خطورة بالغة على الباعة الموجودين طوال اليوم، وكذلك مرتاديهما من المارة والمبتاعين. داخل طرقات السوقين يمكن ملاحظة وجود كم كبير من التشققات التي حفرتها سنوات ليست بالقصيرة على جدرانهما مطلقة بذلك إنذارا لعجزها عن الصمود لأكثر من ذلك، بل وحتى الأرضيات باتت تشتكي وطء أقدام المارة الذين تركت أرجلهم علامات عليها لتخبرهم أنها أصبحت غير مؤهلة للمشي عليها بعد. أبواب آلية البائع جاسم القريني يحمل الأمانة مسؤولية سوء الصيانة وعدم الاهتمام بها «على الأمانة أن تهتم بنا فتعيد تجديد بناء السوق وترتيبها، فنحن معرضون لخطر سقوط خرسانة السقف المتهالكة في أي وقت، كما أننا لا نستطيع ترك المكان فهو مصدر رزقنا، وعلى الأمانة أن تسهم في تنظيم عمليتي البيع والشراء، كما يجب أن تزود بأبواب آلية للقفل التلقائي للحد من دخول الحشرات والحيوانات من قطط وكلاب، فكما ترون فالمكان ممتلئ بها». ويوضح محمد سعيد أحمد، مصري الجنسية، أن السوق من الأسواق القديمة الموجودة في الأحساء، ويرى أن فترة صلاحية بنائها قد انتهت والسبب إهمال الأمانة في القيام بأعمال صيانة دورية، ويمكن لمرتاد هذه السوق أن يلاحظ ببساطة الأسقف والأرضيات والجدران المتهالكة، وكذلك مستوى النظافة المتدني في طرقاتها، وأيضا في دورات المياه لتعطي منظرا غير حضاري وتشهد بوضوح على أن الأمانة لا تقوم بدورها أبدا. مرتع للفئران ويؤكد محمد بن سلمان أن الأحساء تشتهر بأسواقها الشعبية التي تحظى بمرتادين كثيرين حتى من دول الخليج «السوق بهذا الشكل تعطي انطباعا غير حضاري عن أسواق محافظتنا، إضافة إلى تخوف الجميع من أن تنهار في أي وقت ما لم يتم ترميمها بالشكل المطلوب بأسرع وقت ممكن أو حتى إعادة بنائها من جديد، فانظروا إلى هذه الشقوق عند مداخل السوقين أو حتى على جنباتها ألا ينذر هذا بخطر بسقوط جدرانها على المارة؟ ولهذا يجب على الجهات المعنية أن تتخذ الإجراءات المناسبة من أجل وجود سوقين تليقان بهذه المدينة». أما عيسى بن عبدالله العرادي فيقول «لم أدخل هاتين السوقين منذ وقت طويل، فبالنظر من الخارج أراهما وكأنهما مكانان مهجوران ومرتع للفئران والكلاب والقطط، وتتراكم فيهما الأوساخ والحشرات» ويبدي العرادي استغرابه من الأمانة التي لم يكن لها دور حتى الآن في تطوير الموقعين من خلال ترميمهما أو إعادة بنائهما لتتواكب مع هذه التطورات الحاصلة في المحافظة. نفور المستهلك ويشير نايف بن محمد السالم إلى أن الموقعين لا تتوفر فيهما عوامل لجذب الزبون من خلال الديكور المتهالك والأرضيات المتشققة، ودورات المياه المهملة، والنوافذ المكسورة والمراوح المتعطلة، وغيرها من صور الإهمال التي أكل عليها الزمان وشرب «لا يمكن للحوم أو الدجاج أن تلقى قبولا لدى المستهلك في مكان كهذا، كذلك وجود العديد من الباعة بملابس غير نظيفة مما يسبب نفورا لدى المستهلك، لذا أقترح توحيد اللباس لجميع العمالة والباعة والتشديد على النظافة، وفي النهاية هذا الأمر يعود إلى الأمانة التي أعتقد أنها مقصرة كثيرا في الانتباه لهاتين السوقين». ويقول حسين البراهيم: «ربما يشترك في عملية تقييم صلاحية مبنيي السوقين أكثر من جهة، علاوة على إجماع جمهور الباعة والمشترين على ذلك، فعلى جهة مثل الدفاع المدني بمحافظة الأحساء أن تتابع توافر شروط ووسائل السلامة، ولا أدري كيف لجهة مهمة أن تغفل هذا الدور الذي ربما ينتج عنها كارثة كبيرة تحصد العديد من الأرواح» .