«شايبي، عجزيتي» مصطلحات عامة يتداولها العديد من الشباب والفتيات للتعبير عن والديهم أمام الآخرين وتجد رواجا كبيرا من الجميع، بل لا يكاد يخلو منزل من سماعها، ولا يقصد هؤلاء الشباب بكل تأكيد تجريح آبائهم أمام الآخرين، بل وعلى حد تعبيرهم أنها كلمات هذا العصر الذي ساقهم لاستخدامها، أما الآباء فإنهم لا يمانعون من استخدامها أمام الآخرين ولكنهم يرفضون رفضا قاطعا أن يسمعوها من أبنائهم مباشرة. عبدالله العباد يرى أن ربط تلك المصطلحات بالعقوق فيه شيء من المبالغة «يعلم الجميع من أبناء المجتمع أن مثل هذه العبارات موجودة بيننا على مر السنين، بل ربما تم توارثها من قبل آبائنا وأمهاتنا ممن نطلق عليهم مثل تلك الألقاب، ولا أرى أن فيها أي شيء من العقوق إطلاقا، واحترام الوالدين يكون بمعاملتهم الحسنة وليس بالألقاب فقط، التي يرى البعض أنها جزء من العقوق، ولنكن أكثر عقلانية، فهذه الألقاب أصبحت عرفا اجتماعيا تعودناه، ويجب على الجميع الاعتراف بذلك ومكانة الوالدين مكانها القلب وبرهما بالتودد إليهما وليس الحديث لهما بالألقاب». ألقاب مخجلة ويرفض سعد الراشدي نداء والديه بتلك الألقاب مهما كانت متداولة بين أبناء المجتمع «لا أعلم لماذا أصبح كل ما هو ممنوع مرغوبا؟ ألم يأمرنا المولى سبحانه وتعالى باحترام الوالدين بل ذكرهما وربطهما مع توحيده دليل على عظمتهما وقدرهما العظيم؛ حيث قال سبحانه «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما» ونحن للأسف نناديهم بألقاب ما أنزل الله بها من سلطان، فما العيب عندما نقول والدي ووالدتي؟ أليست بمعنى أفضل من المصطلحات الأخرى؟ ومن الممكن يقول البعض والداي «لا يزعلان» من تلك الألقاب، وربما يقول لا عقوق فيها، وأنا أقول قارن بين العبارات المتداولة بالمجتمع وعبارة والدي ووالدتي وانظر أيهما أكثر حلاوة وألذ وراحة لأنفس الوالدين». ويتذكر فهد آل سعد موقفا «كنت في بعض الأحيان أنادي والدي بكلمة «الشايب» وفي ذات مرة وبخني توبيخا شديدا أمام الحاضرين بسبب هذه الكلمة، ومن بعدها اعتذرت له وتأسفت، معلنا بذلك نسياني لمثل هذه الكلمات التي ربما تجرح الآباء ونحن لا نعلم». تغير العصر ويقول العم نايف القرشي «أصبح الأمر طبيعيا في هذا الزمن، فعندما يقول الابن اسم الشايب كناية لي أنا فلا أرى في الأمر ما يستدعي الزعل أو العقوق، أما إذا أراد مناداتي فعليه أن يقول أبوي أو والدي وأرفض أن يناديني مباشرة بالشايب». ويتابع «تغير الشباب والأولاد حاليا مع تغير العصر، فهذه المصطلحات لم تكن معروفة سابقا، ولكن للأسف جيل هذا العصر يخترعون بعض هذه الأسماء وغيرها مع ما يتناسب مع جيلهم، فنحن لا نستطيع منعهم من ذلك بل نستطيع أن نتعايش معهم بلا إفراط أو تفريط». ويضيف سامي الأحمدي، أب لأربعة أولاد «أرى أنها عبارات غير حضارية جدا، فالوالد هو الوالد مع تقدم الزمن أو رجوعه، ويجب ألا يتعلل الشباب بهذا العذر أبدا، فالوالدان حقهما كبير ويجب على الأبناء برهما وتسميتهما الأسماء المحببة لهما، بعيدا عن الأسماء التهكمية أو السخرية، وأنا أرفض مثل هذه الأسماء أبدا». استهزاء وسخرية ويحذر إمام مسجد والخطيب عبدالرحمن الشهراني من مغبة الإفراط في هذه الأسماء «الوالدان يجب أن يفخر بهما الشباب والأولاد على حد سواء، ويجب ألا تطلق هذه الأسماء من باب الاستهزاء أو السخرية، فحق الوالدين على الأبناء كبير ويجب أن يفتخر كل ابن وفتاة بوالديهم، والأفضل الابتعاد عن هذه الأسماء وتسميتهم بوالدي أو والدتي، فمع تغير الزمن الذي يدعي البعض أنه تغير لا يمكن أن تتغير نظرتنا لوالدينا كجلب أسماء جديدة لهم أو غيرها، وندعي بعد ذلك أننا نواكب التطور أو العصر» .