شكا العديد من الفتيات من النظرة الدونية التي تحرمهن من كنية آبائهن، واستبدالهن بإخوانهن الذكور رغم صغر سنهم. واعتبر بعضهن أنهن أولى بحمل الاسم، ما دمن هن الأكبر: «لكن الآباء يرفضون المناداة بأسمائنا، ويفضلون إخوتنا وإن كانوا رضّعا، الأمر الذي يكرس سيطرة الاتجاه الذكوري في بعض الأسر». واحتارت طبيبة الأسنان شروق.ص، 33 عاما، في كيفية التصرف مع والدها الذي يتمسك بمناداته بأبي فيصل، على الرغم من أنه يصغرها بكثير، ولم يصل للمرحلة التعليمية التي بلغتها: «لا أعرف السر وراء رغبة أبي في إهمال اسمي، وعدم الدفع به أمام الناس، ولم أره يوما ما يتفاخر بي، على الرغم من نجاحي في حياتي الدراسية والعملية، بل أصرف أحيانا على أخي الصغير، لأنه غير ناجح في عمله في إحدى الشركات». وتساءلت عما إذا كان من حقها على والدها أن يذيل كنيته باسمها: «هل يقف العرف الاجتماعي دون منح البكر حقها في كنية والدها؟». ورغم أن مديرة المدرسة الأهلية في سيهات سعاد. ك، تفتخر كثيرا بوالدها والجهود الجبارة التي بذلها، وليالي السهر التي عاناها من أجل أن يوفر لبناته الخمس الراحة والعيشة الهنيئة، إلا أنها لم تخف معاناتها من خلال ما اعتبرته تهميشا في موضوع الكنية: «لم يعد الموضوع يقتصر على والدي، بل حتى الوالدة، فبعد أربع فتيات جميعهن، ولله الحمد، تربين خير تربية، وجميعنا خريجات جامعيات، ومصدر فخر لوالدينا، حل شقيقنا آخر العنقود علي، فتغيرت الكنى؛ فأصبح أبو سعاد: أبو علي، حتى أم سعاد تحولت إلى: أم علي، والغريب في الأمر أنه لم تكن 17 عاما شافعة لي بأن يبقي والدي ووالدتي على الكنية الأولى، بل أصبح أخي علي الكل في الكل، ولا أعلم هل هو جدير بكل هذا العرف الاجتماعي الظالم لنا نحن الفتيات؟ ومن ناحيتي أعلم أن والدي يعلمان مدى تأثري من هذا التهميش، وكثيرا ما يكتفيان بالابتسامة في وجهي بعيدا عن الحديث في مثل هذه المواضيع، ولكنني يكفيني فخرا بأنني مربية أجيال ولن أسمح يوما من الأيام أن تعامل ابنتي بمثل ما عوملت به، حتى ولو كان على حساب العرف الاجتماعي غير العادل». من جانب آخر، عزت الاختصاصية الاجتماعية آمال الجشي، أمر خطف الأولاد الكنية من البنات فور مولدهم، إلى العادة القديمة التي يفتخر فيها الآباء بأبنائهم الذكور: «هذا الشيء عائد لتقاليد قديمة في المجتمع لافتخارهم بالذكور، ويظل هذا الشاب بعد زواجه ينتظر قدوم الذكر الذي يطلق عليه الاسم الذي يلقب به، ولا يتغير هذا الاسم بقدوم طفلة أو أكثر من الإناث، ولكنه قد يتغير بمجرد حضور الذكر باسم مختلف عما كان يحمله من لقب، بل إن بعض الأسر قديما كانت تكنى بأسماء الذكور، دون أن يكون من بين أولادهم ذكر».