شدد ملتقى أبحاث الحج والعمرة المنعقد حاليا في جامعة أم القرى بمكةالمكرمة على أهمية تنفيذ مشاريع القطارات باعتبارها وسيلة نقل اعتيادية، وطالب المجتمعون بالعمل على إنهاء مشاريع تنموية مهمة على رأسها مشروع قطار الحرمين الشريفين الذي سيربط بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة ويمر بجدة ورابغ، بشكل عاجل. ويأتي ذلك بعد أسابيع من تأكيدات وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري الذي أفاد بأنه سيتم اتخاذ إجراءات حازمة بشأن مشاريع النقل الحديثة في غضون أشهر قليلة، وملمحا إلى أن العمل في مشروع قطار الحرمين يسير بوتيرة جيدة وكما هو مخطط له. وأوضح الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية عبدالعزيز الحقيل أن المملكة تسعى إلى أن تجعلها ركيزة أساسية في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياحية والتعليمية في بلد مترامي الأطراف ومتعدد البيئات. وأشار خلال مشاركته في الملتقى إلى أن ذلك يتطلب دخول الخطوط الحديدية كلاعب أساسي في العملية التنموية الشاملة، ومن هذه الخطوات مد شبكات القطارات لتشمل كل مناطق ومدن المملكة والعمل على تخصيص المؤسسة وتفعيل الشراكات مع أنماط النقل الأخرى. وقدر خبراء اقتصاديون تكاليف إنشاء قطار الحرمين الشريفين الذي يربط جدةومكة ورابغ بالمدينة المنورة بنحو 42 مليار ريال، فيما ستكون طاقته الاستيعابية نقل 20 مليون راكب سنويا أغلبهم من الحجاج والمعتمرين والزوار. من جانب آخر، جذب جناح المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الزائرين لمعرض الحج والعمرة بمكة، حيث عرضت المؤسسة أكبر مشروع لها ينفذ حاليا لخدمة ضيوف الرحمن من أجل تسهيل تنقلاتهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم وربط المدينتين المقدستين بشبكة نموذجية ومتطورة للسكك الحديدية وهو مشروع قطار الحرمين السريع. وأوضح تقرير عن مشروع قطار الحرمين أن المشروع يمثل أحد العناصر المهمة في البرنامج التنفيذي لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية في المملكة، ويوفر المشروع عند اكتماله خدمة سريعة وآمنة وموثوقة لنقل الركاب وضيوف الرحمن والمعتمرين والزائرين ويضع المملكة في مصاف الدول التي تقدم خدمة النقل بقطارات الركاب السريعة، ما ينعكس على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة. وبين التقرير أن القطار سيربط المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومدينة جدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في محافظة رابغ مرورا بمدينة جدة بطول 450 كيلو مترا لنقل الحجاج والمسافرين والمعتمرين والزوار. ولفت التقرير إلى أن المشروع يتضمن إنشاء خطوط حديدية مكهربة بين المدن المذكورة مجهزة بأنظمة إشارات واتصالات حديثة وتوفير قطارات سريعة بأحدث التقنيات المستعملة في القطارات العالمية، إضافة إلى التجهيزات الأخرى التي تجمع بين الضرورة والترفيه. وأشار إلى أن المشروع يتضمن إنشاء خمس محطات ركاب في وسط محافظة جدة وأخرى بمطار الملك عبدالعزيز بجدة وفي مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية. وتطرق التقرير إلى مراحل المشروع، مبينا أن المرحلة الأولى تشمل الأعمال المدنية التي تعد الأهم والأصعب ويشمل تنفيذ أعمال الحفر والقطع الصخري وعمليات الردم وتأهيل الجسور التي يتطلب إنجازها دقة عالية تتوافق مع طبيعة ومتطلبات المشروع، إضافة إلى تحديد المسار النهائي للخط وإعادة تأهيل وتطوير الجسور بما يتناسب مع مسار القطار. وأكد التقرير أن المرحلة الثانية هي تصميم وبناء المحطات حيث يتم بناء أربع محطات في مكةالمكرمةوجدة والمدينة المنورة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، ويضم المشروع مرافق خدمية مصممة وفق معايير عالمية لمحطات القطار وتشمل مبنى المحطة الرئيسية، ويحتوي على صالة للقدوم وأخرى للمغادرة ومسجد يتسع ل 600 مصل ومركز دفاع مدني ومهبط للطائرات المروحية وعشرة أرصفة لوقوف القطارات وانتظار الركاب ومواقف سيارات تستوعب 500 سيارة وصالات لكبار الشخصيات .