قدر خبراء اقتصاديون مشاركون في ملتقى أبحاث الحج والعمرة 11 الذي ينعقد حاليا في جامعة أم القرى بمكةالمكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين تكاليف انشاء قطار الحرمين الشريفين حين الانتهاء من كافة مراحله بنحو 42 مليار ريال وستكون طاقته الاستيعابية نقل 20 مليون راكب سنوياً في المستقبل أغلبهم من الحجاج والمعتمرين والزوار. في الوقت الذي أكد رئيس عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية عبدالعزيز بن محمد الحقيل أن مشروعات المؤسسة هي احد أهم وسائل النقل وتكتسب القطارات هذه الأهمية نتيجة المزايا التي لا تتوفر في وسائل النقل الأخرى. وشدد على أن القطارات باعتبارها وسيلة نقل اعتيادية فان المملكة تسعى إلى أن تجعلها ركيزة أساسية في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياحية والتعليمية في بلد مترامي الاطراف ومتعدد البيئات مما يتطلب ذلك دخول الخطوط الحديدية لاعب أساسي في العملية التنموية الشاملة ومن هذه الخطوات مد شبكات القطارات لتشمل كل مناطق ومدن المملكة والعمل على تخصيص المؤسسة وتفعيل الشراكات مع أنماط النقل الأخرى. وقد جذب جناح المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الزائرين لمعرض الحج والعمرة السنوي الأول والمقام حاليا بجامعة أم القرى بمكةالمكرمة ضمن فعاليات ملتقى أبحاث الحج والعمرة 11 المقام حاليا برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود . وعرضت المؤسسة العامة للخطوط الحديدة اكبر مشروع لها ينفذ حاليا لخدمة ضيوف الرحمن من اجل تسهيل تنقلاتهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم وربط المدينتين المقدستين بشبكة نموذجية ومتطورة للسكك الحديدية وهو مشروع قطار الحرمين السريع. وعرض جناح المؤسسة العامة للخطوط الحديدة صورا ومعلومات عن هذا المشروع التي تتجاوز تكاليفه عند الانتهاء منه 42 مليار ريال. وأوضح تقرير عن مشروع قطار الحرمين أن المشروع يمثل احد العناصر الهامة في البرنامج التنفيذي لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية في المملكة العربية السعودية ويوفر المشروع عند اكتماله خدمة سريعة وآمنة وموثوقه لنقل الركاب وضيوف الرحمن والمعتمرين والزائرين ويضع المملكة في مصاف الدول التي تقدم خدمة النقل بقطارات الركاب السريعة مما ينعكس هذا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة . وبين التقرير أن القطار سيربط المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومدينة جدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في محافظة رابغ مرورا بمدنية جدة بطول 450 كيلو متراً لنقل الحجاج والمسافرين والمعتمرين والزوار، حيث تشير دراسات الجدوى إلى الطاقة الاستيعابية له في النقل تقدر بنحو 20 مليون مسافر سنويًا. ولفت التقرير أن المشروع يتضمن أنشاء خطوط حديدية مكهربة بين المدن المذكورة مجهزة بأنظمة أشارات واتصالات حديثة وتوفير قطارات سريعة بأحدث التقنيات المستعملة في القطارات العالمية إضافة إلى التجهيزات الأخرى التي تجمع بين الضرورة والترفيه. وأشار التقرير إلى أن المشروع يتضمن انشاء خمس محطات ركاب في وسط مدينة جدة وأخرى بمطار الملك عبدالعزيز بجدة وفي مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية . واستعرض التقرير النشاط الرئيسي للمشروع في نقل الحجاج والمعتمرين حيث يتوقع حجم النقل السنوي للمشروع ما يزيد على ثلاثة ملايين راكب سنويا معظمهم من الحجاج والمعتمرين حيث تشير دراسة أعدتها وزارة الحج عن تطور قطاع نقل الحجاج وتضاعف عددهم خلال الخمسة والعشرين السنة القادمة إلى أكثر من 20 مليون حاج ومعتمر حيث تشهد نسب الحجاج زيادة سنويا تبلغ 41ر1 في المائة والمعتمرين 14ر3 في المائة سنويا بينما روعي في تصميم مشروع قطار الحرمين من نقل 20 مليون راكب سنويا. وتطرق التقرير إلى مراحل المشروع مبينا أن المرحلة الأولى تشمل الأعمال المدنية الذي يعتبر الأهم والأصعب ويشمل تنفيذ لعمال الحفر والقطع الصخري وعمليات الردم وتأهيل الجسور التي يتطلب انجازها دقة عالية تتوافق مع طبيعة ومتطلبات المشروع إضافة إلى تحديد المسار النهائي للخط وإعادة تأهيل وتطوير الجسور بما يتناسب مع مسار القطار. وأكد التقرير أن المرحلة الثانية هي تصميم وبناء المحطات حيث يتم بناء أربع محطات في مكةالمكرمةوجدة والمدينة المنورة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ وفق أعلى المقاييس والمعايير المتبعة دوليا وبموصفات عالمية إضافة إلى محطة خامسة في منشآت مطار الملك عبدالعزيز بجدة وروعي في إنشاءها أن تحافظ على انتمائها المعماري من حيث الهوية والتصميم العام عن باقي منشآت ومكونات المطار الأخرى . ويضم المشروع أيضا مرافق خدمية مصممة وفق معايير عالمية لمحطات القطار وتشمل مبنى المحطة الرئيسية ويحتوي على صالة للقدوم وأخرى للمغادرة ومسجد يتسع لعدد 600 مصل ومركز دفاع مدني ومهبط للطائرات المروحية و10 أرصفة لوقوف القطارات وانتظار الركاب ومواقف سيارات تستوعب 500 سيارة وصالات لكبار الشخصيات. وكان الباحث الدكتور فاضل بن محمد بن يحيى عثمان المتخصص في عمارة وتخطيط التصاميم الهندسية والمحاكاة بالحاسب والذكاء الصناعي قد طرح أمام الملتقى اليوم بحثه تحت عنوان نتائج مبدئية للتشغيل التجريبي لقطار المشاعر المقدسة داعيا على أهمية تركيز الجهد في حج العام الحالي 1432هجرية من أجل تطوير عمليات التفويج من المخيمات إلى محطات القطار ومن مداخل المحطات إلى البوابات الخاصة بالقطار وتوفير ما يلزم من تشغيل وتحديد طرق المشاة المختصرة واللوحات الإرشادية والبرامج التدريبية والتوعوية وتشغيل كامل المصاعد بالمحطات وتركيب سلالم متحركة لتسهيل الصعود الى المحطات واختصار الزمن الإجمالي لانتقال الحجاج وتسهيل صعودهم ونزولهم من المحطات.