لم أصل بعد إلى القناعة التي دائما ما تغزو الهلاليين عند أي إخفاق.. وتهدف إلى التقليل من قائد الفريق الأزرق ياسر القحطاني ومستواه الفني في الفترة الحالية.. حيث لا أزال مقتنعا بحجم الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها (القناص).. وأنه سيعود إلى كامل عنفوانه التهديفي.. رغم اعترافي بالتراجع الكبير الذي طرأ على أدائه خلال السنوات الأخيرة مقارنة بانطلاقته القوية وسنواته الأولى مع الهلال.. لكنني أتصور أن ما يحدث لهذا النجم هو صراع حقيقي مع الثقافة الجماهيرية السائدة التي تريد هدافا حاضرا في كل الأوقات والأمكنة.. ولا يهمها فهم حيثيات الخطط التدريبية التي ربما تجعل لاعب الوسط أكثر قربا للمرمى وأقوى مقدرة على هز الشباك.. وهو الأمر الذي عانى منه ياسر مرارا وتكرارا مع العجوز البلجيكي (جيرتيس) الذي رسم الملامح الأولى لهدم ثقة الجماهير الرياضية بمهاجمها الفذ ياسر القحطاني.. وهو الذي حوله بطريقته تلك إلى رقم هامشي في الخطة الزرقاء التي اعتمدت في حينها على الشلهوب ونيفيز وويلي؛ بدليل أنهم كانوا الأكثر تسجيلا في تلك الأيام.. وبالتالي خرج ياسر من تلك المرحلة بخفي حنين.. إضافة إلى ذلك ظهرت أصوات معادية استطاعت أن تقنع الشارع الهلالي بأن غياب ياسر عن التهديف يعني ضعف خط المقدمة بأكمله مستغلة الحملة الشرسة التي كانت تلقي بحممها على هذا اللاعب.. ليصدق الجميع هذه النظرية بما فيهم الإدارة الهلالية التي نسيت أو تناست أنها تملك مهاجمين آخرين.. لتستقطب المصري أحمد علي دون أي مشورة فنية تدل على هذا الضعف الهجومي.. في تصرف إداري بحت قائم في الدرجة الأولى على آراء جماهيرية غير دقيقة.. لكن (المدرعم)- وهو اللقب المناسب الذي أطلقه الزميل محمد العمر على المهاجم المصري- لم يضف ما يستحق الذكر على الإطلاق طوال لبسه الشعار الهلالي.. وهكذا أصبح ياسر القحطاني هو الحلقة الأضعف في كل المراحل بفعل القناعات التي لا تستند على رؤية فنية عميقة.. وأذكر أنني كتبت عندما أعلنت الإدارة الهلالية رغبتها في البحث عن مهاجم.. وقلت إن الهلال بحاجة إلى مدافع قوي أكثر من حاجته لمهاجم.. لتثبت الأيام بالفعل أن الدفاع (شوربة).. وأن ياسر هو الضحية لكل الإخفاقات!