عندما يتحدث الكثيرون عن كواليس غياب ياسر القحطاني عن تدريبات فريقه ويحاولون أن يستغلوا هذه الفرصة لزرع الأسلاك الشائكة بين النجم الكبير وناديه.. فإنهم في الواقع يبتعدون كثيرا عن الحقيقة ويكشفون جانبا من ضعف تنبؤاتهم لكل ما يشغل تفكير لاعب بحجم ياسر ووعيه ونضجه.. وفات عليهم أن كل المبررات التي ساقوها لا يمكن أن تشغل بال ياسر في هذا التوقيت.. فهو يعلم جيدا أن المرحلة المقبلة تتطلب استقرارا في البيت الأزرق أكثر من أي وقت مضى.. خصوصا في ظل اقتراب الاستحقاق الآسيوي «الحلم».. وبالتالي يدرك ياسر أن فرصته الذهبية قد حانت باعتباره النجم الأول والمهاجم الفذ.. فليس هناك هم وتفكير يشغل ياسر هذه الأيام..أكثر من كيفية مساهمته الفعالة في تحقيق الحلم الأزرق.. لكن قبل ذلك..لابد أن نسأل: هل تفلح «خطة العجوز البلجيكي جيريتس» في مساعدة ياسر على تحقيق ما يريد من طموحات فردية أو جماعية..؟! أجزم أن أكثر ما يؤرق ياسر الآن..هي خطة جيريتس التي تجعل منه لاعبا غير مهم سواء غاب أو حضر.. ولا تقدمه بالشكل الذي يتناسب مع إمكانياته ومسؤوليته في الفريق الهلالي.. ويكفيك لتشاهد ياسر القحطاني في مباراة الهلال الأولى أمام التعاون.. لتعرف أنه أصبح بفعل خطة جيريتس أبعد اللاعبين عن المرمى وليس أقربهم.. وهذه مشكلة كبيرة سبق أن حذرت ياسر في منتصف الموسم الماضي منها..لأنها لا تخدمه كمهاجم يجب أن يكون الرقم الأول في خطط كل المدربين.. وقلت حينها إنه يجب على ياسر مصارحة مدربه أو على الأقل إعلان موقفه الصريح من هذه الخطة التي تخدم الشلهوب ونيفيز وويلي وحتى نامي.. ولا تخدمه على الإطلاق.. بل إنها تزيد العبء عليه أكثر..لأن الجمهور يطالبه دائما باستمرارية تسجيل الأهداف.. ولا يدرك خطورة هذه الخطة الإقصائية من جيريتس بحق ياسر.. ولعل الجميع يدرك ماذا يعني أن يصبح ياسر لاعبا هامشيا في خطة ما.. فهذا يعني أن خطورة الهلال بأكملها معطلة.. ولا تعارض هنا بين تقديم مصلحة ياسر على بقية اللاعبين.. مع المصلحة العامة للهلال أبدا.. فهذا حدث جليا الموسم الماضي مع المهاجم الأرجنتيني الفذ «دييجو ميلتو».. الذي بنيت كل خطط «مورينيو» عليه وقدمته.. وحقق «الإنتر» وقتها كل ما يريده من آمال وطموحات.. فالخطة التي تقدم لاعبي الوسط على المهاجمين.. هي في الحقيقة خطة مجحفة وظالمة..!