يتكوم لاعبو الفريق الأزرق.. أمام «كوشة» الفرح.. يرددون بعض الأهازيج الفرائحية.. يحيون بعضهم ويتبادلون التهاني بتوالي الإنجازات.. يحاولون صنع الفرح بطريقة أكبر من كل الطرق التقليدية التي يجدونها أمامهم في كل مناسبة ومع كل لقب.. يصعد القائد إلى الأعلى.. ليلامس الغيم.. يرتقي ..ويرتقي.. ويصرخ صرخة النجاح.. وكأنه يقول: إلى متى؟ مللنا هذه السيطرة والاحتكار.. نريد منافسين حقيقيين! حاول القائد أن يلتقط أنفاسه.. وهو في منتصف مسافة الارتقاء.. استجمع قواه.. ارتقى أعلى فأعلى.. حتى ملأ قبضتيه من الهواء النقي.. أراد أن يقول شيئا.. لكنه تذكر أنه يعيش لحظات الفرح والانتشاء.. عاد إلى واقعه.. وجد زملاءه يحاولون التشبث بالذهب بين يديه.. لم يشعر وقتها بفارق بين السماء والأرض.. فاللحظات وقتها كلها تتنفس الهواء ذاته.. فهذا لاعب يقفز فرحا بالإنجاز التاريخي.. ويطبع القبلات على الصغار الذين يشاركونهم الفرحة والبراءة.. وهؤلاء أعضاء شرف يجتمعون على حب الكيان.. ويجمعون قبضاتهم في دلالة على الاتفاق والوحدة والتعاون والنصر والاتحاد.. ويحيون الجماهير بطريقة تغيظ الخصوم.. وكفيلة بإسقاط أعداء الضغط والسكر.. ألا يكفيهم هذا الإنجاز حتى يجتمعوا بهذا الشكل المستفز؟! هكذا يتساءلون وكأنهم يجهلون الحقيقة! هكذا يأتي المشهد الفرائحي.. في أول فصوله.. ثم يستمر بطريقة أيضا متعبة نفسيا لهم.. تستمر الجماهير بالتصفيق والغناء والطرب مع هذه اللحظات المبهجة التي تأبى إلا أن تتكرر في حياتهم دائما.. حتى إن القفز عاليا لم يعد ضروريا عند بعض الزعماء.. فالأهم هو تجرع النقاء في مثل هذه المناسبات.. وتمريره على الأصحاب والأصدقاء.. هكذا يعيشون بكل راحة ودعة.. دون ضجر وحزن وصراخ وألم. بعد ذلك يتراكض رجال الإعلام للاحتفاء بالبطل التاريخي.. ورصد لحظات الفرح.. فهم يعلمون أن إفشاء ثقافة الفرح والانتصار بين أفراد المجتمع هي جزء من رسالتهم الإعلامية وفي صميم دورهم السامي.. فالأهم هو أن تشيع السعادة.. وترسم ملامح الجمال.. أما نشر التظلمات والاهتمام بأقوال المشككين الفارغين.. فهو اقتراب للسوداوية واليأس. هكذا يقضي الزعماء لحظاتهم.. وتستمر حياتهم بفرح دائم.. ولكم أن تحددوا الفروقات بين ما حدث في جدة والرياض!