حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر حملات شركات التبغ الهادفة إلى الترويج للتدخين بين النساء والمراهقات، لتعويضها عن خسارة خمسة ملايين مستهلك سنويا يموتون من السرطان والنوبات القلبية وانتفاخ الرئة والربو وغيرها من الأمراض الناجمة عن التدخين، هذا عدا الأشخاص الذين يقلعون عن التدخين ويسببون خسارة مادية لتلك الشركات. دوجلاس بيتشر مدير «مبادرة التحرر من التدخين» التي أطلقتها المنظمة، أكد أن الحلقة المفرغة التي تدور فيها صناعة التبغ، تحملها على تجديد احتياطيها من المدخنين بصورة مستمرة. وأضاف أن الشركات منذ عقد من الآن، تستهدف الدول منخفضة ومتوسطة الدخل للبحث عن مدخنين جدد خاصة بين الشابات. وأفادت المنظمة الأممية بأن شركات إنتاج السجائر كثفت حملاتها المتضمنة رسائل تسويقية موجهة للنساء لتشجيعهن على زيادة الاستهلاك، خاصة في تلك المناطق التي تسجل معدلات منخفضة لاستهلاك منتجات التدخين بين النساء، مثل إفريقيا وجنوب شرق آسيا. وتركز الشركات على النساء لأن إمكانات فتح أسواق جديدة للمدخنين بين الرجال أصبحت على وشك النفاد، بعد أن بلغ إجمالي المدخنين في العالم مليار مدخن، خمسهم فقط من النساء. ونتيجة لذلك الاستهداف الجديد لشركات التبغ كشف استطلاع أجرته منظمة الصحة العالمية في 151 دولة، أن البنات يدخن حاليا بقدر الصبيان في الأعمار نفسها في نصف هذه الدول، بل أصبحن يتجاوزنهم في بعض البلدان. كما أفادت المنظمة بأن شركات منتجات التدخين تنفذ استراتيجيات تسويق في تلك الدول التي أبرمت اتفاقات تجارة حرة، موجهة إلى النساء بالتحديد، من خلال تنظيم حفلات ومسابقات رياضية للشابات، بغية تصوير الشركات على أنها تعنى بالصحة والراحة. وتشمل استراتيجيات الشركات أيضا عرض ماركات تجارية خاصة للنساء، وسجائر «خفيفة»، وأسعار منخفضة، وعينات مجانية، كوسائل لضمان تشجيع الشابات على التدخين. وتجدر الإشارة إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن أن أكثر من 1.5 مليون امرأة تلقى حتفها سنويا لأسباب ناتجة من التدخين، خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وأن عدد ضحايا التدخين بين النساء قد يرتفع إلى 2.5 مليون بحلول عام 2030 ما لم تتخذ التدابير الضرورية. هذا وأضاف دوجلاس بيتشر مدير «مبادرة التحرر من التدخين» أن منظمة الصحة العالمية رفعت رايتها الحمراء في وجه هذه الحملات من خلال تعميم رسائل مضادة لها في كل أنحاء العالم، خاصة بمناسبة اليوم العالمي بلا تدخين. خاصة أن دعايات تلك الشركات توحي بأن التدخين يحرر المرأة ويعزز دورها في المجتمع، وتصورها بالجاذبية الجنسية والمظهر المثالي من الناحية الجمالية. وأكد دوجلاس بيتشر أن رسالة منظمة الصحة العالمية «تركز على عدم صحة كل ذلك، وعلى أن التدخين قاتل بل قبيح». كذلك تقدم المنظمة الأممية المشورة للراغبين في الإقلاع عن التدخين، بعضها للحوامل مثلا، وعبر نظام التربية والتعليم في المدارس. وتسعى أيضا لإقناع الرجال للانضمام إلى حملتها الهادفة للتوقف عن التدخين، خاصة في بلاد كالصين، حيث يتجاوز عدد المدخنين نصف تعداد الرجال .