حذرت منظمة الصحة العالمية من أن المرأة «المستهدف الأكبر» من دوائر صناعة التبغ، مؤكدة انتشار التدخين بين النساء بشكل واضح، في وقت يظهر «تراجع بطيء» في استهلاك التبغ لدى الرجال في بعض الدول. وأوضحت إحصاءات المنظمة أن هناك نحو 200 مليون مدخنة بين أكثر من بليون مدخن في العالم، إذ تبلغ نسبة المدخنات 9 في المئة مقارنة بنسبة المدخنين التي تبلغ 40 في المئة، و7 في المئة من المراهقات يدخن السجائر في مقابل 12 في المئة من المراهقين، مشيرة إلى أنه في بعض البلدان يتساوى أعداد الفتيات المدخنات بالفتيان المدخنين. ومن بين أكثر من 5 ملايين شخص يموتون سنوياً من جراء تعاطي التبغ هناك 1.5 مليون امرأة تقريباً، وإن النساء يشكلن نسبة 20 في المئة تقريباً ممن يدخنون التبغ. وأشارت منظمة الصحة العالمية أن دوائر صناعة التبغ تسعى باستمرار سعياً حثيثاً إلى جذب متعاطين جدد ليحلوا محل من يقلعون عن تعاطي التبغ والمتعاطين الحاليين، خصوصاً النساء. وبإمكان دوائر صناعة التبغ بكل بساطة أن تتوسع أكثر فأكثر، ويمكن أن تتبين السمات المستقبلية لوباء التبغ العالمي بين النساء من عادات الفتيات اليوم. ففي نصف البلدان التي شملها المسح الخاص باتجاهات التدخين بين الشباب، والبالغ عددها 151 بلداً، يتساوى تقريباً عدد الفتيات المدخنات مع عدد الفتيان المدخنين. وفي بعض البلدان يزيد عدد الفتيات المدخنات على عدد الفتيان المدخنين. ومن المرجح أن يتحول المراهقون الذين يدخنون إلى مدخنين منتظمين وهم بالغون. ولفتت إلى أنه «ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة يمكن أن يقتل تعاطي التبغ أكثر من 8 ملايين شخص بحلول عام 2030، من بينهم 2.5 مليون امرأة. وسيحدث نحو ثلاثة أرباع وفيات الإناث هذه في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، وهي الأقل قدرة على تحمل هذه الخسائر. وكل وفاة من هذه الوفيات المبكرة يمكن تجنبها وفي بعض البلدان يكون خطر تعرض النساء لدخان التبغ الذي ينفثه الآخرون، ولا سيما الذكور، أكبر من خطر إغرائهن بتدخين التبغ أو مضغه. فعلى سبيل المثال فإن وباء التبغ في الصين، إذ يعيش ثلث المدخنين البالغين في العالم، يُعتبر ظاهرة تكاد تقتصر على الذكور، ولا تشكل المدخنات إلا أقل من 3 في المئة من بين النساء في الصين، لكن لا تزال نصف الصينيات في سن الإنجاب يتعرضن للتدخين اللاإرادي. وعلى الصعيد العالمي تشكل النساء نحو 64 في المئة من الوفيات الناجمة عن التدخين اللاإرادي والبالغ عددها 430 ألف وفاة سنوياً. ويجب حماية النساء والرجال من أنشطة التسويق التي تضطلع بها دوائر صناعة التبغ ومن دخان التبغ، مثلما تنص عليه ديباجة اتفاق منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ. هذه المعاهدة الدولية التي بدأ نفاذها منذ عام 2005 تقر «بارتفاع معدلات التدخين وسائر أشكال استهلاك التبغ في أوساط النساء والفتيات في شتى أنحاء العالم»، وتعترف صراحة «بالحاجة إلى وجود استراتيجيات لمكافحة التبغ تأخذ في اعتبارها حاجات الجنسين». ولسوء الحظ لا يغطي الحظر الشامل للإعلان عن التبغ إلا أقل من 9 في المئة من سكان العالم. ولا تغطي القوانين الوطنية الشاملة الخاصة بالبيئات الخالية من التدخين إلا 5.4 في المئة فقط من سكان العالم. وتشكل مكافحة وباء التبغ بين النساء جزءاً هاماً من أية استراتيجية خاصة بمكافحة التبغ. وكما ذكرت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت تشان، فإن «حماية وتعزيز صحة النساء أمران حاسمان للصحة والتنمية، لا لمواطني اليوم فحسب، ولكن لأجيال المستقبل أيضاً».