هناك خيط «خشن» وليس رفيعا بين الغيرة والحماس من جهة والتهور والطيش من الجهة الأخرى وهو ما يظهر في تصرفات لاعبين كثيرين يرون أو يبررون حماقاتهم بأنها محبة وإخلاص لفرقهم وعرض حي على الهواء لهذه المحبة أمام الجماهير التي تنطلي عليها أحيانا مثل هذه التصرفات وتتعاطف مع اللاعب وربما تصفه بالحماسي والمقاتل، ولكن تكرار التصرف بما يحرج الفريق في أكثر من مناسبة ويعرض اللاعب للإيقاف الذي يضر بمصلحة ناديه في المنافسة يصبح أمرا مرفوضا ولا يقبل التبريرات أيا كانت. والمتابع لتصرفات مدافع الأهلي إبراهيم هزازي يلحظ أن اللاعب من النوعية التي جبلت على الخروج عن النص لأن مناسبات إيقافه تتكرر بنفس السيناريو ولا جديد فيها غير تضرر فريقه في كل مرة من طرده، فالهزازي تعود أن يطرد أثناء اللعب وإذا لم يتسن له ذلك عبر المخاشنات والملاسنات فإنه ينتظر نهاية المباراة ليتعارك مع أي لاعب من الفريق الخصم بعد أن يكون قد هيأ الأجواء لذلك، والتأكيد على ذلك جاء على لسان مشرف القدم في فريق الأهلي طارق كيال الذي تبرأ من تصرفه واستشهد ببقية لاعبي الأهلي الذين غادروا أرضية الملعب بعد مباراة الفريق أمام الشباب يوم الاثنين الماضي بعد صافرة الحكم العمري التي أعلنت خسارتهم للقاء، ليبقى الهزازي وحده في الملعب يطارد الحكم لتقريعه على عدم احتسابه وقتا إضافيا أطول، وهي ملاحظة حتى لو صحت لم تكن لتفيد اللاعب أو ناديه في شيء لأن اللقاء انتهى وطويت صفحته والحديث حوله لا يأتي إلا بالبطاقات والطرد وهذا ما حدث بالفعل، حيث نال بطاقة حمراء سيغيب بموجبها عن الفريق في مباراته المقبلة. ولعل المتابع لمسيرة الهزازي المهنية بوصفه محترفا يلحظ أن المدافع الشاب أضاع على نفسه فرصا كبيرة ليصبح واحدا من أهم الأظهرة في الأعوام الأخيرة إلا أنه فضل لثقافة خاصة به أن يوزع جهده بين دكة الاحتياط واللعب أساسيا والبقاء في المدرجات لظروف الإيقافات المتكررة، ونتج من ذلك تحوله إلى حالة من القلق للجهازين الإداري والفني بناديه وحتى زملائه، وهو وضع لا يتناسب مع محترف يقبض «راتبا» آخر كل شهر، وجماهير تدفع وتحترق لترى بطولات لا بطاقات.. فمن يدس في أذنه النصيحة قبل فوات الأوان؟!