علمت «شمس» من مصادرها الخاصة أن شركة «روتانا» رفعت دعوى قضائية ضد عدد من الإذاعات السعودية الجديدة التي انطلق بثها في ديسمبر الماضي، وذلك بسبب انتهاكها لحقوق الملكية الفكرية والسطو على أغنيات لفنانين يرتبطون بعقود مع قطاع الصوتيات في الشركة، وجاءت دعوة «روتانا» تزامنا مع احتفاء العالم بيوم المحافظة على حقوق الملكية الفكرية، وبحسب المصدر فإن «روتانا» فور تحديد المحطات المنافسة لمواعيد البث عبر الأثير كانت قد حذرت من بث الأغاني التي تمتلكها، وطلبت من المنافسين شراء الحقوق حتى لا يتعرضوا للمساءلة القانونية، وذلك ما كان ملاحظا من المتابعين في الثلاثة أشهر الأولى من الدخول في معترك المنافسة، إلا أن آلية الاتفاق غير المعلن بدأت تتلاشى قي الفترة الأخيرة وهو ما دفع «روتانا» لمحاولة فرض حصار على الإذاعات الأخرى من خلال الأغاني التي تحتل مساحة كبيرة من ساعات بث المنافسين وهو الحق المشروع الذي استطاعت من خلاله فرض بصمتها في الفترة الماضية، ولاسيما أن أرشيف بعض الإذاعات لا يزال يفتقر للأعمال الغنائية الحديثة، وهو ما ألزمهم بالمرور عبر بوابة الشركة من أجل أخذ التنازلات لبعض الأعمال التي تكفل لهم تقديم مادة مسموعة «طازجة» للجمهور الباحث عن النجوم سواء من ناحية الأخبار التي تتعلق بنشاطهم الفني والأعمال الموسيقية من ناحية أخرى، هذه القضية التي يزعم كثير من المقربين من الشركة ستزيد من الأعباء المالية على هذه الإذاعات الجديدة التي لا يزال بعضها في طور التأسيس والبحث عن عوائد مادية تعوض شيئا من تكلفة الرخصة الباهظة الثمن. شركة روتانا ارتأت أن تحتكر أصوات فنانيها عبر إذاعتها حتى تكسب المستمع والمعلن في وقت واحد، وهو حق من حقوقها كونها الشركة الكبرى في الشرق الأوسط التي ينضوي تحت مظلتها نجوم الأغنية السعودية والعربية، وهذا ما سيسهم في قوة الإذاعة وحضورها الفني، خصوصا أن معظم الفنانين السعوديين يوزعون ألبوماتهم عن طريقها مثل محمد عبده، رابح صقر، خالد عبدالرحمن، عبادي الجوهر، عبدالمجيد عبدالله، أحلام ونوال، إضافة إلى الإذاعات الأخرى التي تسعى إلى أن يكون حضورها مؤثرا مثل إذاعة إم بي سي إف إم والتي تجمعها توأمة مع شركة بلاتينيوم ريكورد التي يمتلكها الفنان راشد الماجد وتحتوي على عدد من الأصوات الشابة مثل محمد الزيلعي، عبدالفتاح القريني، منى أمارشا، مشاعل، والفنان الشاب راكان. يذكر أن الإذاعات الخمس التي حصلت على تصاريح بث من قبل وزارة الإعلام هي إذاعة روتانا، شمس، ألفا ألفا، غاية الإبداع، أي آر تي، وجميعها قادرة على فرض حضورها عبر الأثير من خلال البرامج التي ستقدمها كل إذاعة. وكانت الإذاعة السعودية أصدرت قرارا في وقت سابق يقضي بمنع بث جميع الأغاني التي لا تملك حقوقها أو لم تخول لها من قبل الشركة المنتجة المصدر، وأن هذه الدعوى ستلقي بظلالها على الإذاعات السعودية نظرا إلى أن آخر الألبومات التي تملك الإذاعة السعودية حقوقها يعود إلى عام 2000 وهو ألبوم «مشكلني» للفنان راشد الماجد، لذا فإن المرحلة التي تمر بها الإذاعة السعودية مرحلة حرجة للغاية كون هناك منافسة شرسة من قبل الإذاعات الأخرى التي ستحصل على رضا المعلن بشكل أكبر في حال تطبيق هذا القرار. القائمون على الإذاعة السعودية أكدوا أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وسيعملون على إيجاد حل سريع وجذري لهذه المشكلة وذلك لرغبتهم الملحة في المنافسة وجذب أكبر شريحة من المستمعين والمعلنين، وهذه الخطوات ستسهم بشكل كبير في رفع أسهم الإذاعة في أوساط المستمعين وبالتالي القدرة على المنافسة، ومن المنتظر أن تحمل الدورة البرامجية المقبلة للإذاعة تغييرات وتطويرا في آلية البرامج التي ستقدمها الإذاعة، وهو نفس النهج التي ستعمل به الإذاعات الأخرى التي تعيش مأزقا حقيقيا في الفترة الحالية .