ما هو الأثر الذي سيتركه قرار السماح للإذاعات الخاصة بالبث عبر أثير FM؟. وكيف ستتصرف إذاعتا MBC FM وبانوراما حيال المنافسة الكبيرة التي ستحدث بينها وبين إذاعات جديدة تنتمي لإمبراطوريات إعلامية أخرى مثل روتانا وART؟. إنها أسئلة تدور في ذهن كل متابع للساحة الإعلامية يترقب اشتعال منافسة من نوع خاص ستدور رحاها في إطار الإذاعة. بالنسبة للمتلقي فإن هذا القرار قد جاء في صالحه إذ سيثمر عن تنوع في الخيارات يسمح له باختيار ما يريد وترك ما لا يريد. أما الإذاعات نفسها فإن المنافسة بينها ستكون شديدة وقد يخسر بعضها السباق ويتراجع إلى أن يختفي تماماً. إذاعة MBC FM احتفلت مؤخراً بمرور خمسة عشر عاماً على بداية بثها وهي بلا شك من أهم الإذاعات الخليجية وقد ظلت منذ انطلاقتها منتصف التسعينات مصدراً للأغاني المميزة ونافذة يلتقي من خلالها الجمهور مع نجوم الأغنية العربية. وقد تمكنت هي وشقيقتها الأخرى إذاعة بانوراما من توفير خيار فني ممتع للمستمع السعودي طيلة الفترة الماضية. لكن فصل الربيع لن يستمر طويلاً مع بدء المنافسة. إن أول مشكلة قد تواجهها الإذاعتان هي أن المنافسين الجدد هم من يحتكر إنتاج وصناعة الأغاني العربية, مثل روتانا, وهذا قد يجعل MBC متأخرة بعض الشيء في بث الأغاني الجديدة, لأن كل إذاعة ستحتكر إنتاجها الخاص ولن تسمح ببثه عبر إذاعة منافسة إلا بعد وقت من صدور الأغنية. وربما يحصل تفاهم معين بين الإذاعات لكن لا يتوقع أن تسمح إذاعة تابعة لروتانا مثلاً أن تسبقها إذاعة أخرى في بث أغنية جديدة لكاظم الساهر أو أي فنان آخر تحتكره. المرحلة القادمة ستكون معركة الأغاني الحصرية وهي مجال التنافس الأكبر والسلاح الأهم في يد الإذاعات الجديدة. وقد تكون مجموعة MBC قد تنبهت لهذا الأمر منذ وقت مبكر وأحست بحجم المشكلة التي ستواجها مستقبلاً ولهذا قامت قبل سنتين تقريباً بالاتجاه نحو التحالف مع مؤسستين غنائيتين هما «فنون الجزيرة» و»بلاتينيوم ريكورد» وأصبح في حوزتها عدد من الفنانين المحتكرين مثل محمد الزيلعي. فهل يأتي هذا التصرف في سياق البحث عن بديل واستباق الأزمة؟. وهناك وضع جديد سيأتي به قرار السماح بإنشاء إذاعات خاصة, وهو أن بورصة المذيعين النجوم ستشتعل وسيزداد الطلب عليهم من قبل إذاعات كثيرة. في السابق -ولا زال- كانت MBC هي الخيار الأفضل لأنها الخيار الوحيد المتاح أمام أي مذيع ناجح. مستقبلاً سيكون الوضع مختلفاً تماماً. لأن المذيع سيكون مخيراً بين عدة إذاعات وسيوقع مع من يدفع أكثر. هل سنرى أحمد الحامد مثلاً في إذاعة روتانا؟. محتمل جداً.. ففي زمن المنافسة لا مجال للثبات في موقع واحد. ما يهم في نهاية الأمر أن موافقة وزارة الثقافة والإعلام على إنشاء إذاعات خاصة سيفتح جبهة جديدة لتنافس شديد بين الإمبراطوريات الإعلامية السعودية. وهو في كل الأحوال في صالح المتلقي السعودي الذي لا يرغب إلا في الحصول على مادة إذاعية توافق ميوله.