تقع عدد من الإذاعات الجديدة في حرج كبير مع مستمعيها في حالة عدم الوصول إلى اتفاقية معينة مع شركات الإنتاج بخصوص حقوق البث لعدد من الأغاني الجديدة التي ينتمي فنانوها إلى قطاعات إذاعية أخرى منافسة، خاصة أن الحديث عن الملكية الفكرية يعيش أوج أيامه في الأوساط الفنية السعودية. وبمتابعة دقيقة لنوعية المواد الغنائية التي تقدمها بعض الإذاعات في الفترة الحالية نجد أن هناك جنوحا وتكرارا لعدد من الفنانين الذين ينتمون إلى شركات إنتاج خارج المنافسة، أي أن فناني «روتانا» الذين يرتبطون بعقود مع الشركة ربما لا يكون هناك فرصة لسماعهم إلا عبر إذاعة «روتانا» الجديدة؛ إذ لم تكن هناك مذكرة تفاهم فيما بينهم وبين المنافسين، كذلك هو الحال مع إذاعة «إم بي سي» التي ترتبط بمجموعة «بلاتينيوم ريكوردز» وتمثل لها عمقا استراتيجيا كون جميع أغاني فنانيها ملكا للإذاعة، وفي ظل التنافس على تقديم محتوى فني يكون جاذبا للجمهور المحلي الذي يمثل الفن جزءا كبيرا من اهتماماته نجد أن إحدى الإذاعات التي انطلقت أخيرا تركز في بثها التجريبي على أغنيات قديمة أو تنتمي إلى إحدى الشركات التي تهدف إلى انتشار فنانيها وبعيدة عن وطأة التنافس عبر الأثير مثل شركة «التكامل» على سبيل المثال. وهذا بلا شك يعكس مدى الوعي والحرص من القائمين على هذه الإذاعة من عدم الوقوع في حرج مع أي جهة أخرى لحين تسوية الأمور. وكانت «شمس» قد أشارت قبل أيام إلى بعض التوجيهات التي سرت داخل بعض الإذاعات الحكومية والخاصة بعدم بث أي أغنية لا تملك هذه الجهات حقوقها من قبل مؤسسات الإنتاج؛ وبالنظر إلى أبعاد الأمر نجد أن «روتانا» فيما لو شدّدت على هذا التوجه فإن الملعب الفني سيكون من صالحها كونها تمتلك أكبر مخزون فني وتجمع نخبة من نجوم الأغنية العربية، وستقتسم مع «بلاتينيوم» الكعكة الطربية عبر الأثير. هذه المسألة تسببت في لخبطة كبيرة داخل بعض الإذاعات التي عادت إلى أرشيفها الفني فلم تجد ما يستحق تقديمه للمستمع. وبالتعامل مع القضية بإنصاف فإنه يجب أن تستبعد الإذاعات الحكومية من مسألة الاحتكار والدخول في لعبة الحقوق مع شركات الإنتاج لانعدام الهاجس التجاري لديها، إضافة إلى أن الفنانين من أبناء الوطن من الواجب أن تبث أغانيهم عبر الإذاعات الحكومية دون تحميل الأمور أكبر مما تحتمل، أو النظر إلى أبعاد أخرى. ومن المتوقع بحسب بعض المصادر في الأيام المقبلة أن تتم تسوية للأمور كأن يتم بث أغنية حصريا لمدة معينة ثم يتاح بعد ذلك بثها في مكان آخر بحسب ما تنص عليه اتفاقيات معينة تجمع هذه الإذاعات مع الإذاعة الأم التي تتبع الشركة المنتجة جريا على ما هو معمول به في الفضائيات، حيث تحتكر بعض الفضائيات «كليبات» مجموعة من الفنانين وتمنع بثها على فضائيات أخرى إلا بعد شراء الحقوق، وسبق أن كانت هناك مساجلات قانونية بسبب بث كليبات على بعض القنوات المنافسة لبعض المحطات التي تحظى بدعم لوجستي من قبل شركات إنتاج خاصة بها، وذلك ما دفع بعض الفضائيات للبحث عن مخرج من خلال تقديم أغاني «الأفراح والطقاقات» أو تسجيل جلسات خاصة بها .