أكد نائب رئيس جامعة توكاي اليابانية الدكتور يامادا كيوشي، أن المبتعثين السعوديين في اليابان لديهم الآن الفرصة للدراسة والمساهمة في نهضة اليابانالجديدة المقبلة بعد الظروف الصعبة التي مرت بها من جراء الزلزال الذي ضربها أخيرا. وشرح خلال حديثه في الملتقى الثاني لمديري الجامعات السعودية اليابانية بحضور 32 مديرا ومسؤولا في جامعات البلدين على هامش اختتام فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي الثاني للتعليم العالي في مركز معارض الرياض، أمس، وهو يعرض صورة لإحدى الطرق العامة في شمال اليابان التي دمرت بسبب الزلزال العنيف الذي ضرب تلك المنطقة بقوة تسع درجات، كيف أعيد ترميم وتعبيد الطريق بشكل تام في غضون ستة أيام فقط. إلى ذلك، شدد عدد من خبراء وقيادات التعليم العالي الدوليين المشاركين في المؤتمر الدولي للتعليم العالي، على أهمية الفرص التي وفرها المعرض للجمهور السعودي والجامعات العالمية من أجل الالتقاء وتبادل الأفكار، متوقعين أن تعود هذه التظاهرة التعليمية الكبيرة بفائدة ملموسة على حركة التعليم العالي في المملكة. وعبر أستاذ التعليم العالي ومدير مركز التعليم العالي الدولي في كلية بوسطن عبر البروفسور فيليب الباخ، عن تفاؤله بالتأثير الإيجابي الذي سيعود على حركة التعليم العالي في المملكة من هذه المناسبة، مشيرا إلى أن السعوديين يملكون المقدرة على تعزيز واقع الدراسات العليا بجانب الاستفادة من الالتقاء المباشر بمسؤولي القبول في الجامعات. وحول الدورة المقبلة من المؤتمر، اقترح الباخ أن يولى اهتمام بموضوع التدريس والتعليم في المرحلة الجامعية، واعتبره موضوعا مهما يستحق الدراسة والبحث. من جهة أخرى، أكد مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة الطيب، أهمية السعي لتطوير مستوى التعاون القائم بين مؤسسات التعليم العالي في المملكة واليابان، مستشهدا بتجربة جامعة الملك عبدالعزيز في هذا الصدد، مشيرا إلى أن الملتقى يهدف لتبادل الخبرات وإثراء المعرفة، واستشراف مستقبل العلاقات العلمية والأكاديمية بين الجانبين. وذكر أن اللقاء اشتمل على عرض لنماذج من المشاريع القائمة بين البلدين كالتعاون القائم بين جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة طوكيو في أبحاث الطاقة المتجددة، وكذلك الأبحاث بين جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة توكاي في تقنيات مسارات الطاقة الشمسية والطائرات دون طيار، والأبحاث بين جامعة الجوف وجامعة تسوكوبا في التقنية الحيوية، وتعاون جامعة أم القرى مع جامعة طوكيو في إدارة الحشود وغيرها من المشاريع الأكاديمية، كما قدمت الجامعات اليابانية عرضا عن برامجها الأكاديمية باللغة الإنجليزية ضمن برنامج «جلوبال 30»، وناقش الجانبان آليات تفعيل التعاون الأكاديمي والبحثي، إلى جانب عرض عدد من الجامعات السعودية تجاربها في التعاون الدولي مع جامعات عالمية في دول متعددة. في السياق، أكد الملحق الثقافي السعودي في أمريكا محمد العيسى، أن الدعم السخي الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لبرنامج الابتعاث انعكس إيجابا على حركة التعليم العالي في المملكة «ليس ثمة دليل على ذلك أكبر من وجود ما يتجاوز 120 ألف مبتعث في أنحاء العالم، من ضمنهم 43 ألف مبتعث في أمريكا». وقال إن جناح الملحقية الثقافية استقطب طالبين وطالبتين للتواصل المباشر مع الجمهور، إضافة إلى وجود المسؤولة عن قسم العلوم الطبية والأطباء والطبيبات في أمريكا الدكتورة سمر السقاف للإجابة على أي تساؤلات «يأتينا عدد كبير من الطلاب والأهالي على مدار اليوم يسألون عن الدراسة في أمريكا، ويتم تزويدهم بكثير من المطويات والكتب والأقراص المدمجة، كما نشرح لهم ما يرغبون في معرفته عن الجامعات والحياة والأنظمة في أمريكا، إضافة إلى الخدمات التي تقدم سواء عن طريق الأندية الطلابية أو عن جهات الإشراف داخل الملحقية الثقافية». وكشف وكيل جامعة الخرج للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور عوض الأسمري، وجود 50 طالبا من جامعة ناشئة يدرسون تخصص الهندسة في جامعة عالمية خلال عامين. وقال عقب توقيعه عقدا مع جامعة كاليفورنيا أرفين الأمريكية على هامش الملتقى، إن الطلاب يدرسون في قسم هندسة علوم الحاسب بالجامعة لمدة ثلاثة أعوام، ثم يدرسون لمدة عامين في جامعة كاليفورنيا أرفين الأمريكية، مشيرا إلى أن اتفاقية الخدمات بين الجامعتين تضمنت تبادل الخبرات العلمية والأكاديمية والبحثية فيما بين الجامعتين لتطوير برنامج البكالوريوس والدراسات العليا وعقد المؤتمرات والندوات وورش العمل وتبادل الطلاب، كما ستكون هناك برامج مشتركة بحيث يدرس الطالب عددا من الوحدات الدراسية في كلية الهندسة بجامعة الخرج ثم يتم إكمال باقي متطلبات البكالوريوس في كلية الهندسة بجامعة كاليفورنيا أرفين، إضافة إلى إرسال طلبة المشاريع والتدريب الصيفي إلي جامعة كاليفورنيا خلال فصل الصيف، بحيث يكسب الطالب الوقت ويستفيد علما ولغة؛ ما يطور كفاءة وقدرة طالب كلية هندسة الخرج لكي يكون مناسبا أكاديميا ولسوق العمل السعودية .