هدد وزير الخارجية الليبي إبراهيم الشريف، أمس، المنظمات الدولية التي تخطط لإرسال مساعدات بأن أي اقتراب من الأراضي الليبية بذريعة عملية إنسانية، سيكون بمثابة إعلان حرب وسيواجه بمقاومة عنيفة. ورفض الرد على تصريحات نظيره المنشق موسى كوسا المتعلقة بخشيته من أن تتحول ليبيا إلى صومال آخر، معتبرا أن كوسا قد يكون مخطوفا. وأضاف أن أي مساعدات إنسانية يجب أن تقدم عبر الهلال والصليب الأحمر الدوليين. وحث الاتحاد الإفريقي المعارضين على «التعاون الكامل» بعدما رفضوا خطة الهدنة التي قدمها الوسطاء الأفارقة مشترطين رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي. رفضت الأممالمتحدة عرض الاتحاد الأوروبي للاضطلاع بمهمة عسكرية بحرية للمساعدة في العمليات الإنسانية في ليبيا. وكشفت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد كاثرين أشتون في لوكسمبرج قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد، أن الهيئة الدولية ترى أنه ليس هناك أي حاجة لتلك المهمة حتى الآن.. وذلك في الوقت الذي نفذت فيه طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو غارات جوية على مدخل قرية ككلة في منطقة الجبل الغربي، جنوب غربي طرابلس، ما أدى إلى مقتل شرطيين ومدنيين «حيث كان يتواجد عدد من أفراد الأمن العام لتسيير حركة المرور والتأكد من الهويات الشخصية للمارة»، بحسب ما أورد التليفزيون الليبي، أمس. وأوضح مسؤول كبير في الحلف أنهم يقومون ب«عمل جيد» في ليبيا، في رد غير مباشر على انتقادات فرنسية وبريطانية طالبت الحلف بتكثيف القصف الجوي. «الحلف يواصل إضعاف طاقة نظام القذافي على القتال في كافة أنحاء البلاد، عبر التشديد بشكل خاص على ثلاث مدن مهددة أكثر من غيرها هي أجدابيا والبريقة ومصراتة». وذكر قائد العمليات المشتركة في الحلف الجنرال الهولندي مارك فان أوم أن الحلف قام، منذ الجمعة، بتدمير 49 دبابة وتسع ناقلات جند وثلاث بطاريات مدفعية مضادة للطائرات، وأربعة مخازن أسلحة. على صعيد آخر، يزور وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو قطر، اليوم، لحضور أول اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا حيث يعرض خطة سلام أعدتها تركيا لحل الأزمة الليبية. وتنص الخطة التركية على وقف فوري لإطلاق النار وإنشاء «فضاءات إنسانية آمنة» لمساعدة الشعب الليبي وإطلاق «عملية واسعة للتحول الديموقراطي» في ليبيا باتجاه «انتخابات حرة». وتضم مجموعة الاتصال التي تشكلت نهاية مارس في لندن، بريطانيا وتركيا وفرنسا ودولا عربية منها المغرب والأردن وقطر ومنظمات دولية منها الأممالمتحدة والجامعة العربية وحلف الأطلسي. وتوجه وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا الذي انشق عن نظام القذافي إلى العاصمة القطرية الدوحة للاجتماع مع مسؤولين من حكومة قطر وآخرين ليبيين في الدوحة. وأكد المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مشاركته في اجتماع الدوحة. ميدانيا، لا تزال مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية، تحت حصار القوات الحكومية، ولا يزال المواطنون المقيمون هناك يشكون من نقص الغذاء والمياه والدواء. وتعتبر المدينة ساحة قتال رئيسية على الطريق للعاصمة طرابلس. لكن في الشق الشرقي الذي يسيطر الثوار عليه، تمكن المقاتلون من التحرك للأمام مسافة 40 كيلومترا من أجدابيا. وجاءت التطورات الأخيرة عقب تقهقر القوات الحكومية. ورغم الكر والفر طوال أسابيع على الخطوط الأمامية وفقدان مدن استراتيجية على الساحل الليبي واستعادة السيطرة عليها، فإن معنويات المعارضين لا تزال مرتفعة، عززها رفض المجلس الوطني الانتقالي التفاوض على وقف إطلاق النار الذي اقترحه وفد الاتحاد الإفريقي الذي زار بنغازي أخيرا .