رحب طرفا الصراع الدائر في ليبيا، باقتراح سلام طرحته تركيا أخيرا. وتتضمن الخطة، التي أعلنها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان، وقفا فوريا لإطلاق النار وتحديد مناطق إنسانية وانتقال البلاد سريعا لنظام دستوري ديموقراطي. وقدر المجلس الوطني الانتقالي عدد ضحايا الاشتباكات في البلاد خلال الأسابيع الأخيرة بعشرة آلاف قتيل. وأوضح عبدالحفيظ جوقة الناطق باسم المجلس أن عدد الضحايا في طرابلس ومصراتة بلغ ألف شخص في كل منهما، بالإضافة إلى ما يقرب من 1500 قتيل في الزاوية. وأشار إلى أن مصراتة المحاصرة من قبل قوات القذافي تشهد وقوع نحو 20 قتيلا بشكل يومي. أعلن رئيس بعثة الأممالمتحدة لتقصي الحقائق الدكتور شريف بسيوني أن البعثة ستتوجه إلى الأراضي الليبية للقيام بتحقيق قانوني وإعداد تقرير عن الأوضاع هناك، غدا. وأوضح أن السلطات الليبية لم تجب رسميا حتى الآن على طلب اللجنة الدولية للقيام بالزيارة، إلا أنها أصدرت بيانا في طرابلس يفيد أن الحكومة في انتظار وصول اللجنة. وكان مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان شكل لجنة لتقصي الحقائق في انتهاكات حقوق الإنسان الدائرة في ليبيا، وعينت خبير الأممالمتحدة في الجرائم الدولية شرف بسيوني رئيسا لها وعضوية المحامية والناشطة الحقوقية الأردنية أسماء خضر والقاضي الكندي رئيس المحكمة الجنائية الدولية السابق فيليب كيرش. ونفى حلف شمال الأطلسي وجود أي «مأزق» سياسي أو عسكري في ليبيا وأعرب عن أسفه الشديد لسقوط قتلى نتيجة غارة للحلف على رتل من الدبابات يقوده معارضون بالقرب من البريقة. وكان ضابط أمريكي كبير صرح أن احتمال نجاح الثوار في الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي ضئيل، مشيرا إلى أن النزاع يقترب من مأزق على الأرجح. وقال الجنرال كارتر هام، الذي قاد المرحلة الأولى من الحملة الجوية على ليبيا، إن عمليات القصف الجوي الدولية نجحت في حماية المدنيين في جزئها الأكبر، لكن نظام القذافي لن يسقط بالوسائل العسكرية على الأرجح. وتعكس تصريحات الجنرال الأمريكي قلقا لدى واشنطن والعواصم الأوروبية من أن يصل القتال إلى طريق مسدود في ليبيا حيث يسيطر القذافي بقوة على طرابلس، بينما يعجز المتمردون غير المنظمين عن تحقيق تقدم حتى بغطاء من القوة الجوية لحلف شمال الأطلسي. ميدانيا، بدت إجدابيا شبه مقفرة غداة فرار آلاف المدنيين والثوار منها إثر شائعات عن هجوم وشيك لقوات القذافي على هذه المدينة الواقعة في شرق ليبيا التي لا تزال في قبضة الثوار. وعند المدخل الغربي للمدينة، أوضح ثوار أن حركة الذعر التي سادت الخميس ناجمة عن ضربات جوية في المنطقة، إضافة إلى إطلاق القوات الموالية للنظام الليبي صواريخ جراد. واعتقد الثوار أن الجيش النظامي وصل إلى أبواب إجدابيا وفضلوا الهروب شرقا باتجاه معقلهم في بنغازي التي تحاول النهوض باقتصادها وتفعيل مؤسساتها. وكانت دبابات القذافي وصلت في 19 مارس إلى ضواحي المدينة حين هاجمتها المقاتلات الغربية فدمرتها بالعشرات وأرغمت القوات المهاجمة على التراجع. ومنذ ذلك الحين تبدو المدينة في نقاهة وقد خلت من معظم عمالها الأجانب وعدد من عائلاتها التي فرت شرقا وانتقل بعضها إلى مصر. وعادت المحال إلى فتح أبوابها ولو لبضع ساعات في اليوم، وفي أحد مكاتب التحويلات المالية الدولية، تجري عمليات سحب الأموال خلف قضبان حديدية وبمبالغ محدودة .