عصام حسين ضاهر مستشار اجتماعي هناك شخص جاد دخل حياتي، ويبادلني شعور الإعجاب وهو متجاوب معي ويود الارتباط بي، لكن المشكلة أنه ليس ملك نفسه؛ فعمله يأخذ كل وقته، وهو يقول إنه يود الارتباط، لكن إذا تحقق الارتباط فسوف يظلمني معه، وهو لم يعتد قول لا في وجه أحد، ويخدم الجميع على حساب مصلحته الشخصية.. وهو متدين ويحفظ حقوق الله -عز وجل- وأنا أتمنى أن يتحقق لي الارتباط به. وقد صليت الاستخارة ووجدت فيه خيرا.. فماذا أفعل لأساعده أن يتغلب على العمل الذي يستغل وقته لكي يصير إنسانا طبيعيا ويعيش حياته بصورة طبيعية؟ أولا أختي الكريمة أود أن أحيي فيك اقتناعك وسعيك للارتباط بإنسان متدين وصالح، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على تقواك وصلاحك، واعلمي أن الأسرة المسلمة هي الأساس والنواة الأولى في بناء المجتمع، وإذا صح الأساس صح بعد ذلك البناء. ومن نعم الله على المرأة أن يرزقها بزوج صالح متدين يؤدي حق الله وحق الناس عليه، ومن الواضح من خلال رسالتك -أختي الكريمة- أن الله عز وجل قد أنعم عليك بالرجل الصالح المتدين، وذلك كما قلت عنه «متدين ويحفظ حقوق الله عز وجل» وقلت أيضا: إنه «يخدم الجميع ولا يقول لا في وجه أحد» وهذه الصفات إذا اجتمعت في رجل فلا يمكن رده أبدا. فقد سأل رجل الحسن بن علي، رحمه الله، لمن أزوج ابنتي؟ فقال له: «زوجها لمن ترضى دينه فإن أحبها أكرمها وإن لم يحبها لم يهنها». فالرجل المتدين دائما يخاف الله عز وجل، ويسعى إلى إرضائه بكل الوسائل لذلك فهو نعم الزوج لك فلا تضيعيه منك، لا سيما وأنك معجبة به وذلك كما قلت في رسالتك إن هناك إعجابا متبادلا بينكما، كما أنك قمت بصلاة الاستخارة وكانت خيرا لك في نتيجتها. لذلك أنصحك بالآتي: 1 - الموافقة على الزواج والارتباط به حتى تقومي ببناء أسرة مسلمة صالحة تساعد في إصلاح المجتمع. 2 - أما بالنسبة لعمله المستمر فهذا طبيعي، وذلك لأنه شاب ويريد أن يعد نفسه ليتزوج ويقيم أسرة فهو سيكون مسؤولا عن بيت وأسرة ولابد له أن يوفر لها كل مستلزماتها، وهذا لن يطول كثيرا بعد الزواج لأنه يفعل ذلك غالبا لأنه لا يوجد من ينتظره أو يتلهف هو شوقا ليراه، وربما يكون ذلك ناتجا عن سوء تنظيم للوقت وكل ذلك سيتغير بعد الزواج، فبوجودك معه ستقومين بمساعدته في تنظيم وقته، وتقومين بدفعه دائما للأمام حتى يكون إنسان ناجحا في حياته الزوجية والعملية أيضا، إن شاء الله تعالى. 3 - هناك مقولة تقول «وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة» فكوني أنت هذه المرأة العظيمة التي تدفع زوجها دائما للأمام ولا تكل ولا تمل من ذلك، كما أنها تدفعه إلى عمل كل ما يرضي الله عز وجل حتى تنال من الأجر العظيم، وتكون نعم العون والسند له، وتذكري دائما أمنا الغالية السيدة خديجة -رضي الله عنها- في معاملتها ومساندتها لزوجها صلى الله عليه وسلم فكانت نعم الزوجة والحبيبة له. 4 - اعلمي أن كل عمل صالح يقوم به زوجك سيكون لك نصيب من الأجر فيه؛ لأنك تشاركينه في ذلك. 5 - واعلمي أختي أن السعادة الزوجية نبتة تحتاج إلى حماية ورعاية لكي تكبر وتثمر، وتقف في وجه الرياح العاتية.. فإن قدر لك الزواج من هذا الشاب، فكوني صبورة ومقدرة لما يبذله الرجل من أجل حياتكما. 6 - كوني دائمة الاتصال بربك، فإن دوام الاتصال بالله عز وجل يجلب السعادة والطمأنينة والراحة النفسية. 7 - لا بد من مساعدته في رؤية الأمور على حقيقتها، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «منهومان لا يشبعان: منهوم في العلم لا يشبع منه، ومنهوم في الدنيا لا يشبع منها»، وبالتالي فإن الساعي وراء الدنيا لن يشبع منها أبدا، وبالتالي لا بد للإنسان العاقل أن يكون قنوعا بما يجعله أن يحيا حياة كريمة. 8 - ازرعي فيه حب الإقبال على الله تعالى، وأن يمتع نفسه بلذة التعبد لله تعالى، فإنه إن فعل ذلك ملأ الله صدره غنى، وقد ورد في الحديث القدسي «إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملا صدرك غنى، وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت يديك شغلا، ولم أسد فقرك» [صححه الألباني]. أسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به. المجيب: