قد تشهد الفترة المقبلة عزوف عدد من المنتجين السعوديين عن تصوير أعمالهم الدرامية داخل السعودية والاتجاه إلى بعض دول الخليج مثل البحرين والكويت كما كان في السابق وذلك لمواجهتهم عددا من العراقيل والمعوقات التي تمنع انسيابية العمل وتحد من تحركات الفنيين والمنتجين، إضافة إلى عدم وجود المناخ الفني الملائم لتصوير المسلسلات الدرامية والتي تتطلب بعضها التصوير الخارجي بشكل مستمر ما يجعل الفنانين والمخرجين يصطدمون بالمجتمع الذي لا يتقبل وجودهم بكثرة، البعض حمل المسؤولية على الجهات المخولة في منح التصاريح للمنتجين والذين تواجههم بعض الطلبات والشروط التعجيزية ما جعلهم يفكرون مليا في استمرار تصوير أعمالهم في السعودية واللجوء إلى بعض دول الجوار الخليجية وكذلك الأردن.. وكان المخرج والمنتج عامر الحمود أول من قص شريط المغادرين بأعمالهم خارج السعودية، حيث استقر أخيرا في البحرين ودشن مكاتب مؤسسة ليالي للإنتاج الفني، حيث ينشغل بتصوير مسلسل جديد بعنوان «وجع الانتصار» والذي يشارك فيه مجموعة من نجوم الدراما الخليجية منهم الفنانة البحرينية هيفاء حسين والتي ارتبطت فنيا في الأعوام القليلة الماضية بالحمود وكذلك الفنان الكويتي علي جمعة، علي كاكولي، قحطان القحطان، لطيفة المجرن وبعض الوجوه الشابة التي تشارك لأول مرة.. الحمود أكد أن استقراره في البحرين نظرا لتوافر الأجواء الفنية المناسبة التي من شأنها أن تسهل عليه خوض غمار الإنتاج الدرامي وكذلك لتوافر الأيدي العاملة ذات الكفاءة العالية، إضافة إلى توافر «اللوكيشنات» للتصوير، موضحا أن ما يقدمه من أعمال تعتبر ذات صبغة خليجية بحتة ولهذا من الطبيعي أن يبحث عن المكان المناسب لإنتاج أعماله، ومن المعروف أن الحمود أكثر المنتجين تصويرا في الخارج ابتداء من مسلسل «أبو رويشد»،«العولمة»،«الديرة نت» وانتهاء بمسلسل ليلى في نسخته الثانية والتي صورت في البحرين.. من جانب آخر يفكر الفنان والمنتج حسن عسيري في نقل أعماله إلى الخارج وتصويرها في الكويت والبحرين، وتشير المصادر المقربة من عسيري إلى أنه يمر بحالة من التذمر والإحباط وذلك بعد اصطدامه بجهات إدارية في وزارة الثقافة والإعلام وجهات أخرى، حيث أكد المصدر أن عسيري يرى أن هذه الجهات غير متعاونة ودائما ما تعرقل أعمال مؤسسة الصدف في إخراج التصاريح وتهيئة المناخ المناسب للأعمال، علما أن معظم الأعمال السعودية في الفترة الحالية تصور في الخارج منها المسلسل الكوميدي «أم الحالة» والذي انتهى من تصويره المخرج ثامر الصيخان في سورية ويشارك فيه عدد من الفنانين السعوديين منهم أسعد الزهراني، مشعل المطيري، بدر اللحيد، محمد القس.. ويرى بعض المراقبين للشأن الدرامي السعودي أن ما يحدث ينبغي ألا يمر مرور الكرام، ومن الطبيعي أن تكون هناك قرارات حاسمة في هذا الموضوع تصب في مصلحة الدراما السعودية، كما اعتبرت عزوف المنتج السعودي ونقل تصوير أعماله للخارج مؤشر سلبي وخطير من شأنه أن يلغي هوية العمل الدرامي السعودي في المرحلة المقبلة .