في مباراة للآرسنال مع ستوك سيتي مرت لحظات عصيبة أثناء إصابة اللاعب الشاب آرون رامسي، فخيّم الحزن على جنبات الملعب وساد الصمت ولم تعد تسمع سوى آهات وآلام رامسي وقد خالطتها دموع الندم من اللاعب الذي تسبب في إصابته! والدرس الإعلامي المستفاد لهواة الإثارة المبتذلة هو في تصرف مخرج المباراة عندما لم يعد لقطة الإصابة بالبطيء، فقد كان موقف مخرج المباراة موقفا «إنسانيا» نبيلا، جسّد مدى قوة الإنسان ومبادئه الإنسانية ضد مهنيته التي قد تطغى عليه وتخرجه من إنسانيته تلك في لحظات قد يكون للنهم وللسبق والإثارة دور في ذلك! وفي مقابل ذلك ما أشاهده «هنا» للأسف وفي ملاعبنا، بعض مخرجي المباريات أعتبره نوعا صارخا من «قيم الأنانية» الإعلامية، التي لا تراعي أي قيمة لمشاعر الآخرين وآلامهم وأحاسيسهم! أو أي اعتبار لمن هم خلف الشاشات، خاصة من أهل وذوي المصاب أو حتى الأطفال الذين يشاهدون المباراة للفرجة والمتعة، لا لنقل آلام وآهات ومصائب الآخرين، فكم من لقطة في ملاعبنا نلاحظ المخرج يطارد بالإعادة إصابة جسيمة للاعب ويعيدها أكثر من مرة في طريقة «سادية» مقززة وكأنه يتلذذ ويستمتع في عرضها، ومن يوصف بأنه مريض «بالسادية»، هو إنسان قاسي القلب.. لا يقبل العذر.. ولا يسامح الآخرين.. بل يسعده جدا أن يعذب الآخرين بأي وسيلة أو سلطة كانت عنده حتى وإن لم تكن لديه سلطة! ولهذا فنحن نتساءل كم من مصور في ملاعبنا الرياضية يطارد بكاميراته لكي يصور رجلا قد أغمي عليه من جراء نوبة قلبية! ولعل آخرها ما حصل للمغفور له بإذن الله عضو شرف التعاون الذي طاردته كاميرا القناة الناقلة السابقة حتى وهو في سيارة الإسعاف، فلم تتركه في حاله بل إن مقدم أحد البرامج في القناة نفسها، في آخر الليل لم يغمض له جفن، لدرجة أنه ظهر غضبه على الهواء مباشرة لأنه لم يعرف اسم المصاب! إنهم أعزائي إعلاميون جلبوا لنا الآلام النفسية من خلال لقطاتهم اللاإنسانية. فكم من لقطة نراها وهي تطارد خلف المشجعين محمولين على النقالات، أنهم يا سادة يتسابقون على ذلك ويتفننون في إخراجها! وليتهم يفهمون أننا نريد انحيازا للإنسانية.. وليس للإثارة الإعلامية!