ليس الشارع الرياضي السعودي فقط من يترقب «الكلاسيكو» السعودي بين الاتحاد والهلال.. بل هناك الشارع الخليجي الشغوف بمثل هذه القمة من المواجهات المحلية والشارع العربي الذي يعرف بعناية أجندة المواجهات السعودية السعودية المميزة في المسابقات. لقد خلق الفريقان في السنوات الماضية معنى أقوى وأجمل وأكثر إثارة لقمة الكرة السعودية.. فهما الواجهة الأبرز للكرة السعودية وأبرز نموذجين احترافيين في التعاقدات والضخ المالي السخي، إضافة إلى شعبيتهما الجماهيرية الجارفة والحظوة الإعلامية الأعلى كعبا، ولا ننسى أن ثمار كل ذلك تقاسمهما البطولات وخاصة بطولة الدوري التي هي مربط المنافسة الأقوى. الاتحاد الذي يدخل مباراة الغد لأداء آخر مبارياته المؤجلة «16 مباراة» تعني له نقاط الفوز أكثر من مجرد ثلاث نقاط يضيفها لرصيده «29» نقطة.. بعد أن أضحى الهلال ليس المنافس الوحيد أو الطامح لتخطيه في سلم الترتيب بعد أن ورطه الفكر الإداري المكابر بمدرب متعجرف وعدائي مثل مانويل جوزيه الذي أغرق الفريق في ثمانية تعادلات متتالية أوقفته عند رصيد 29 نقطة بالتساوي مع الاتفاق والنصر مع فارق مباراة للأخير، الفوز الاتحادي يعني الخروج من عباءة تعادلات العجوز جوزيه وكسبه ست نقاط؛ ثلاث أضافها لرصيده ومثلها حرمها منافسه الأول على الصدارة.. بل سيمنح «النمور» روحا مختلفة للمضي إلى نهاية بالشكل الذي يرضي محبيه بعد فقدان آمالهم في دخول عناصر محترفة بديلة لزيايه ونونو. الهلال يدخل «الكلاسيكو» متصدرا ب 34 نقطة من 14 مباراة وتبقى له مباراة لإكمال نصابه من المباريات.. والفوز يعني له تمسكا أكثر بالصدارة وتوسيع الفارق من النقاط بين أقرب منافسيه.. وإفقاد أقربهم «الاتحاد» نقاطا مهمة قد تعيده إلى دائرة المنافسة على اللقب مجددا. شخصيا لم أتطرق للتعادل لأنني أتوقع أن المباراة ستميل إلى فوز أحدهما.. وهو الهدف الأبرز لكل منهما أو ما يجب أن يكون لمن يبحث عن لقب الدوري دون أن يترك منافسه مرتاحا في المضي إلى اللقب. نحن كإعلاميين ومتابعين وجماهير لا نريد تحميل قمة الكرة السعودية أكثر مما تحتمل وإخراجها عن عناوين المتعة والإثارة والندية اللائقة بالفريقين وكرة بلدهم، فالعيون كلها عليهم وعلى كرتنا بعد نكستها في أمم آسيا 2011.