أعلن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أنه ليس مستعدا للتنحي عن منصبه رغم التحقيقات الجديدة حول مغامراته مع فتيات قاصرات، وموجات رد الفعل العالية التي تنتشر في البلاد بسبب ذلك. ويرفض برلسكوني، 74 عاما، التنحي رغم مطالبة منتقديه السياسيين بذلك. وقدم الادعاء العام في ميلانو، الاثنين الماضي، إلى البرلمان وثائق تضم دليلا مزعوما يفيد بأن برلسكوني «تورَّط مع عدد كبير من العاهرات بما في ذلك بعض القاصرات ودعمهن ماديا». ويقال إن الادعاء العام مارس «أشياء رهيبة» لجمع أدلة ضد قطب الإعلام الشهير برلسكوني، بما في ذلك التنصت ووسائل أخرى. يرى برلسكوني أن تلك الادعاءات عبارة عن «أداة سياسية وجزء من إجراءات متخبطة وعنيفة لا تنسجم مع حكم القانون». وطالب ب«عقاب مناسب» لمن يقف وراء ذلك مهما كان موقعه. ونفى ارتكاب أي عمل خاطئ وتعهد بالبقاء في السلطة خلال العامين المتبقيين له متجاهلا دعوات المعارضة وبعض الأعضاء الساخطين في تحالفه للاستقالة. وأكد مرارا أن حزبه «شعب الحرية» يتمسك بقيم الأسرة والتقاليد. «من الأفضل لرئيس الوزراء أن يمارس جمع طوابع البريد لا جمع الفتيات». على حد تعبير المسؤول البارز في الحكومة الإيطالية المكلف بسياسة شؤون الأسرة كارلو جيوفاناردي في لقاء مع هيئة الإذاعة المملوكة للدولة. وأوضح «نصحت شخصيا رئيس الوزراء بأن يكرس نفسه لجمع طوابع البريد باعتبارها أقل خطورة من جمع أشياء أخرى». وأضاف «ربما لم يلتفت إلى نصيحتي. برلسكوني رجل سخي يعطي الأموال إلى الجميع بغض النظر عن الهدف منها». وزعم المدعون العامون الإيطاليون أن رئيس الوزراء تورط مع عدد كبير من المومسات القاصرات. وجاء في طلب تقدم به هؤلاء لتفتيش ممتلكات برلسكوني العقارية، إشارة إلى أنه دفع مالا نظير ممارسات إباحية أو وضع شققا رهن إشارتهن للإقامة فيها مجانا. ونشر المستند المذكور على موقع مجلس النواب الإيطالي، وذلك لأن على المدعين العامين أن يتقدموا بطلب إلى لجنة برلمانية للحصول على إذن بتفتيش ممتلكات عضو برلماني. ولا يعتبر البغاء جريمة في إيطاليا، لكن دفع مبلغ مالي لممارسة الجنس مع مومس دون سن ال18 لا يعد كذلك. وكان برلسكوني فاز بصعوبة في الجولة الثانية من التصويت بالثقة على حكومته في البرلمان بأغلبية ثلاثة أصوات فقط في جلسة عاصفة تبادل فيها الفرقاء الاتهامات وغلب عليها الجدل، لكنه بات في وضع يضعف من قدرته على حكم البلاد بفاعلية. وترافق التصويت باحتجاجات عنيفة عمت معظم المدن الرئيسية في إيطاليا. وحذر برلسكوني من أن إيطاليا قد تواجه أزمة اقتصادية إذا نجح معارضوه في حجب الثقة عن حكومته. وأضاف أن البلاد فى وضع جيد بفضل سياسات حكومته، إلا أن معارضيه يقولون إن الفضائح التي ارتبطت بحياته الشخصية، والعجز في توجيه السياسة العامة، جعلت منه عائقا أمام إيطاليا. والمعروف أن العشرات من مؤيدي برلسكوني تراجعوا عن دعمه وشكلوا حزبا سياسيا جديدا، ما حرمه من أغلبيته السياسية المريحة في البرلمان. وأعلن رئيس الجمهورية الإيطالي جورجيو نابوليتانو أن بلاده تعاني حالة اضطراب خطير بسبب الاتهامات الموجهة لبرلسكوني. وقال: «أتمنى أن يستجيب برلسكوني لطلب التحقيق معه في أقرب وقت ممكن» .