سمحت مدرسة ثانوية لثماني طالبات، بالعمل على توفير سترات لزميلاتهن، والبدء في أول عمل تجاري من نوعه داخل أسوار صرح تعليمي. وفكرت طالبات في الثانوية الثانية في الخبر في خوض تجربة «التجارة»، ولكن داخل المدرسة، وهن مازلن على المقاعد الدراسية، ففكرن في مشروع مبسط يهدف إلى إضفاء طابع التميز لطالبات المدرسة، ليتوصلن للمشروع المطلوب، ممثلا في سترات شتوية للطالبات، على أن يحمل الأحرف الأولى لترجمة مدرستهن بالإنجليزية، والتي تمثلت في حروف sss. وباتت السترات اللاتي تباع بسعر يصل إلى 150 ريالا، تلقى إقبالا من الطالبات، ليتم بيع 169 سترة في زمن قياسي. وترى إحدى الطالبات المشاركات فاطمة العبري، أن الخطة التسويقية التي وضعنها، ساهمت في ذلك الإقبال: «فكرنا في البداية عمل شيء جديد يضيف إلى مدرستنا تميزا جديدا، ويخدم احتياجات الطالبات، ونوظف موادنا الدراسية فيه، عندها خرجنا بفكرة عمل سترة موحدة لجميع طالبات المدرسة يرتدينها خلال فصل الشتاء، وتحمل اختصارا لاسم المدرسة، حتى يضيف إلى المظهر العام للمدرسة شيئا من الانضباط في الزي، وبشكل يخدم الطالبات ويريحهن من عناء البحث عن سترات شتوية مناسبة لهن، وتكون أيضا مناسبة لضوابط المدرسة، كما تكون خادمة بشكل أو بآخر لموادنا الدراسية». وتصر العبري على أن المشروع يهدف إلى تطوير الصرح المدرسي، وإعطاء الطالبات هوية وانتماء للمدرسة، ويتجه نحو اكتساب الطالبات خبرة في مجالات مختلفة منها التسويق وإدارة المال والأعمال، مشيرة إلى أن مشروع السترات المدرسية أسهم في مد جسور التواصل الاجتماعي من خلال البيع والشراء والتعامل مع الطالبات. وتشرح أن اختيار الحروف كان أشبه بالعلامة التجارية الخاصة بالمشروع: «بدأنا بأخذ موافقة مديرة المدرسة بإجراء مسح شمل لنحو 31 طالبة لقياس مدى الرضا عن فكرة المشروع، ومدى رغبتهن في المشاركة في شراء وارتداء السترات الموحدة، وملاءمة السعر لهن، وكانت النتائج إيجابية ومبشرة عدا بعض الاختلاف في وجهات النظر البسيطة بشأن السعر والشكل النهائي للسترة، ثم بدأت الطالبات بعد ذلك رحلة البحث عن السترات المناسبة، وتم اختيار نوع القماش والألوان ممثلة في الرمادي والكحلي، بسعر بدا جيدا، ثم أعقبها البحث عن الخياط الذي سيعمل الشعار على السترة، وبعدها بدأنا تسويق المنتج، من خلال ارتدائه كنوع من الإعلان المباشر، وبعد ذلك تم اختيار مكان البيع في إحدى جنبات المدرسة». وأشارت العبري إلى أن الإقبال الذي لمسته من الطالبات كان كفيلا لإشعال رغبة الاستمرار في هذا المشروع، والتوسع فيه عبر التسويق لمدارس أخرى تدرس نظام المقررات في الخبر مع استهلال النصف الدراسي الثاني، نافية أن تكون الفكرة مكررة في الوسط الطلابي أو مسبوقة في مدارس البنات: «نحن نعمل على التميز، ومنح طالبات المدرسة صبغة خاصة أثناء مشاركتهن في الرحلات المدرسية». يذكر أن المشاركات في المشروع هن رغد الحذيفة، فاطمة العبري، زينب المنيع، مريم الرميحي، سارا الشهري، ريما الجماز، بنان السعيد، عائشة الجلال.