لا يزال العديد من المسؤولين عن السياسة الخارجية وشؤون الدفاع في دول أوروبا الشرقية يعتبرون أن عنصر «الردع النووي» ضروري حتى وإن لم يكن قابلا للاستخدام على الفور، وأنهم غير مستعدين لدعم مساعي تحرير العالم من الأسلحة الذرية. ويرى خبراء ومحللون سياسيون أن قادة هذه الدول قد يرسلون إشارات رفض قوية للخطاب الأمريكي عن نزع السلاح النووي في العالم؛ لأنهم يعتبرونه غير موات. ومن الممكن أن يدعم القادة هذا الرفض بأن يهددوا بسحب قوات بلادهم من العمليات العسكرية التي تقودها أمريكا في أفغانستان علي سبيل المثال، وفقا لمحلل العلاقات الدولية التشيكي البارز توماس كاراسيك، الذي أضاف أن هؤلاء القادة قد يميلون إلى تطوير سياسة الاتحاد الأوروبي للأمن والدفاع لتكون بديلا لحلف شمال الأطلسي، خاصة أنه من غير المحتمل أن يحظى نزع السلاح النووي بدعم في المنطقة. والمعروف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما جاء إلى أوروبا الشرقية، منذ أكثر من عام، ليعلن رؤيته لعالم خال من الأسلحة النووية. وبعد عام واحد، وقع في نفس المكان- العاصمة التشيكية براغ- اتفاقية خفض مخزونات الأسلحة النووية مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف. ويعتبر البعض أن اختياره للمكان يحمل رموزا كثيرة. فقد كانت براغ واحدة من أبرز عواصم دول المنطقة من حيث انتشار الأسلحة النووية خلال الحرب الباردة، حين ساد الاعتقاد أن العالم كان على وشك الوقوع في حرب نووية. لكن اختيار براغ جاء أيضا محاولة لزعزعة تأكيدات المحللين السياسيين الإقليميين بأن مجتمعات دول أوروبا الوسطى والشرقية لا تبالي بمناقشة إلغاء الأسلحة النووية، وأن قادتها لا يثقون في الالتزام الكامل بدعم خطة «الصفر العالمي» للأسلحة النووية الهادفة إلى إزالتها تماما من وجه الأرض. ونظرا إلى أن احتمال حدوث مواجهة عسكرية بين روسيا وحلف شمال الأطلسي قد يكون أمرا واقعيا، فإنه من الصعوبة بمكان تصور أن روسيا ستقبل بنزع كامل للأسلحة النووية.