دفع السعوديون جزءا من « فاتورة الخسائر» لموجة الثلوج التي تجتاح المطارات والموانئ الأوروبية حاليا، وكان النصيب الأكبر للناقلين الجويين والبحريين؛ حيث تم إلغاء عدة رحلات بين مطارات سعودية وأوروبية خلال الفترة الماضية، وتأجلت زيارات لوفود استثمارية كانت محددة قبل إجازات عيد الميلاد، وأكد الخبير الاقتصادي فضل البوعينين «أن إغلاق المطارات في أوروبا أو تأجيل الرحلات أو إلغاءها يؤثر سلبا على الاقتصاد بشكل عام ما يحمل شركات الطيران تكاليف إضافية وخسائر لم تكن في الحسبان، إلا أن اعتماد هذه الشركات الأجنبية على التغطية التأمينية لها في مثل هذه الظروف قللت خسائر شركات الطيران، نظرا إلى تحمل شركات التأمين لها». وقال البوعينين إن بعض شركات الطيران الأجنبية تقوم بدفع تكاليف الإيواء وتكلفة المعيشة إذا كان هناك تأخير في رحلاتها الاعتيادية «لكن مع الظروف الحالية من الصعب مطالبة شركات الطيران بدفع تعويضات لركابها إذا تأخرت بعض الوقت لظروف الطقس غير العادية». وزاد «هناك تكلفة اقتصادية أيضا في عملية النقل والشحن الجوي خاصة فيما يتعلق بالشحنات العاجلة، فالتأخير على سبيل المثال يؤثر سلبا على أداء بعض القطاعات المعتمدة على الشحن الجوي في توفر الآلات أو المعدات أو قطع الغيار المستعجلة التي تعتمد على الشحن الجوي بشكل كبير»، مشيرا إلى أن الافتراش في المطارات الأوروبية بات واقعا بسبب الثلوج. ومن جهة أخرى أكد مدير مطار الملك فهد الدولي المهندس خالد المزعل أن الرحلات الملغاة والمتأخرة خلال الفترة الماضية ليست كثيرة لأوروبا، «الرحلات الملغاة والمتأخرة خلال مطار الدمام نحو عشر رحلات بسبب الأحوال الجوية في أوروبا، وعادة ما يتم إبلاغ المسافرين هناك قبل الإلغاء أو التأخير بوقت كاف». وعلى خلفية احتجاز الثلوج الكثيفة التي تتساقط على عدد من الدول الأوروبية العديد من السعوديين من طلاب ورجال أعمال في منازلهم، وعدم مقدرتهم على العودة للوطن قال المزعل « لم نبلغ بأي شكاوى من طلاب مبتعثين خارجيا عن هذا الإلغاء أو التأخير في هذه الرحلات». ومن جهة أخرى استبعد عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية المهندس حسن الزهراني أن تكون ظروف الأحوال الجوية أثرت بشكل سلبي أو تسببت في تأخر بعض الوفود الاستثمارية المقبلة لغرفة الشرقية على وجه الخصوص، ولم يستبعد تأجيل زيارات استثمارية في مناطق أخرى، وقال «في كل عام تعتبر هذه الأوقات أوقاتا للأعياد والمناسبات الخاصة بالنسبة إلى الأوروبيين، وبالتالي فإن مجال الاستثمار يكون بطيئا نوعا ما ولا يرغب رجال الأعمال الأوروبيون في العمل والسفر لعقد صفقات استثمارية خلال الفترة باعتبارها أياما للراحة والنقاهة». وكان تساقط الثلوج بكثافة وانخفاض درجات الحرارة أديا إلى اضطراب حركة السفر في أنحاء شمال أوروبا وإلغاء مئات الرحلات الجوية، وقال متحدث باسم شركة فرابورت المشغلة لمطار فرانكفورت إن 400 رحلة من بين 1400 رحلة مقررة ألغيت في أكثر مطارات أوروبا الدولية نشاطا .