أغرت الأجواء الباردة التي تسود كافة المناطق في المملكة حاليا الأسر بالخروج إلى البر والاجتماع في جلسات السمر والرحلات البرية، خاصة في المناطق التي تتميز بشتاء قارس. وتشهد منطقة تهامة وسواحل عسير البحرية توافد عشرات الأسر من أبها بحثا عن الدفء والاستمتاع بالرحلات البرية نهاية كل أسبوع، التي يصاحبها الشواء والحنذ، حيث تصطحب الأسر معها ذبائحها وأدوات الطبخ البري على الحطب والفحم. وقال عدد من المتنزهين ل«شمس» إن الأجواء الباردة جدا في أبها تجبرهم على الخروج لمنح أجسامهم بعضا من الدفء والاستمتاع بما توفره مثل هذه الرحلات من متعة وشعور بالانطلاق. وقال محمد يحيى آل همام إنهم يصطحبون معهم في طلعاتهم إلى تهامة كل مستلزمات الطبخ الأساسية وأهمها الذبيحة التي نستفيد من كل أجزائها، فالكبدة تقدم أولا كتصبيرة إلى حين موعد العشاء، الذي قد يكون في أوقات متاخرة من الليل، «يشارك جميع أفراد الأسرة في الطبخ، حيث يتفنن البعض في ابتكار أساليب جديدة في الطهي». ورأى يحيي محمد أن السمر ليلاً في البر ومشاهدة السماء بنجومها وقمرها يبعث على الراحة النفسية، ويمنح هذه الرحلات متعة لا متناهية، خاصة في وجود أفراد الأسرة والأصدقاء، حيث يكون السهر لساعات متأخرة من الليل يتبادلون الأحاديث والطرائف والحكايات والألغاز. وأضاف حسن الألمعي أن جلسات السمر خاصة في ليالي الشتاء لها طابع خاص، فالأسر ترحل سويا نهايات الأسبوع بحثا عن الدفء بعد أيام طويلة من البرد والإحساس بالعزلة والكآبة الذي يوفره جو الشتاء، مشيرا إلى أن هذه الطلعات تزيد من حميمية الأسر وتجعلها أكثر التصاقا وأكثر قدرة على التفاعل والتشارك والاستعداد النفسي لقضاء أسبوع آخر بارد.