استغل العديد من الباعة المتجولين في الطرقات السريعة، وأمام المراكز التجارية في حج العام الماضي خبر انتشار مرض إنفلونزا الخنازير في العالم، والتحذيرات الدولية من هذا الوباء المنتشر لبيع الكمامات الطبية والمعقمات اليدوية وغيرها تفاديا لأي أعراض جانبية للمرض، وفي حج هذا العام يبدو أن عاصفة الفيروسات قد هدأت نوعا ما في الوقت الذي بدأ فيه الحجيج يتوافدون إلى مكةالمكرمة، وعلى الرغم من ذلك وعدم وجود مخاطر فيروسية إلا أن الحذر والخوف لا يزال قانون الحاج الأول الذي جعله قبل أن يبتاع الإحرام يتجه فورا إلى أقرب صيدلية ويملأ حقيبته بالمعقمات المتنوعة والكمامات الطبية وغيرها لكي يكون مستعدا لمواجهة أي عارض صحي. «شمس» جالت على عدد من الصيدليات لرصد زبائن المعقمات والكمامات الطبية من الحجيج، لتقف على إقبالهم عليها ورصد مخاوفهم الصحية. الصيدلي عمرو صالح يؤكد الإقبال الكبير على شراء الوقائيات الصحية «هناك بالفعل كم هائل من الزبائن يفدون إلى الصيدلية لطلب شراء المعقمات والكمامات الطبية بكميات كبيرة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فحسب ولكن هنالك طلب كبير أيضا على الفيتامينات وحبوب الصداع وأقراص آلام المعدة وغيرها»، مضيفا أنه يستقبل في اليوم الواحد من زبائن المعقمات والكمامات الطبية بين 20 و30 زبونا، وجميعهم حريصون على اقتنائها بشكل كبير، حيث يشتري الحاج خمس علب وأكثر من معقمات اليدين وقرابة كرتونين من الكمامات الطبية، وفي الحقيقة وجدت أن أكثر الحجيج الذين يبتاعون من الصيدلية يجلبون معهم حقيبة خاصة لملئها بالأدوية والمعقمات، حيث أبدى لي أكثر من زبون خوفه وحرصه الشديد على اقتناء مثل هذه الأدوية لكي يتمكن من حج بيت الله الحرام في صحة جيدة. ولم يخف صالح شراء بعض الزبائن في الوقت الحالي كميات كبيرة من المعقمات اليدوية والكمامات الطبية لبيعها على الأرصفة وأمام المراكز التجارية وعند أبواب المساجد بأسعار تخالف ما هي عليه في الصيدليات، مشيرا إلى أن هذا هو الوقت الذي ينتهزه الباعة المتجولون لكسب المال عن طريق معقمات يدوية وكمامات طبية. الاحتياط واجب عبدالله الغامدي، ينوي حج هذا العام، يشير إلى أن الأرقام التي نشرت في وسائل الإعلام والتحذيرات لحج العام الماضي جعلته يؤجل حجه إلى هذا العام نظرا لشدة التحذيرات التي صدرت حول أنفلونزا الخنازير «في هذا العام اشتريت أعدادا كبيرة من المعقمات والكمامات الطبية تفاديا لأي موجة غير صحية تحدث أثناء الحج، وذلك ليس فقط في الحج بل في الأماكن المزدحمة بشكل عام، فالاحتياط واجب، وعلى الإنسان أن يحتاط ويحضر معه الأدوية اللازمة، ولا يحتك بالمعتمرين والحجاج كيلا يصاب بالمرض». ظاهرة غير حضارية ومن جانبه، يؤكد عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود ومحاضر في كلية طب الأسنان الدكتور محمد السيف أن على جميع الحجيج أن استخدام المعقمات قبل وبعد مزاولة المناسك منعا لانتشار الأمراض المعدية التي قد تكثر في هذه الأماكن والتي تكتظ بالحجاج الذين يأتون من كل البقاع. ويوضح الدكتور السيف «تبرز هنا أهمية المعقمات والكمامات الطبية ودورها الفعال في الحد من انتشار الأوبئة بين الحجيج، إضافة إلى ارتداء الكمامات الطبية التي تساعد بشكل كبير، وتقي الحاج من استنشاق الأدخنة المتصاعدة من السيارات والتي قد تسبب لا قدر الله أمراض الرئة للحاج». وفيما يتعلق بانتشار ظاهرة بيع المعقمات والكمامات الطبية على الأرصفة وغيرها «تعتبر ظاهرة غير حضارية لما في ذلك من انعدام التخزين المناسب للمعقمات، وتعرضها لحرارة الشمس التي قد تعرضها للتلف مما قد يشكل أثرا عكسيا على صحة الحاج» .