انتقد عدد من مسؤولي المعارض الإعلامية المتواجدة في مهرجان الإعلام العربي الأول في الأردن ضعف الإقبال على الأجنحة المشاركة والخلل التنظيمي الذي تسبب في غياب الزوار والمهتمين عن الحضور وإثراء فعاليات المهرجان، حيث حمل البعض اللجان المنظمة مسؤولية ذلك من خلال توزيع معرض شركات الإنتاج والقنوات الحكومية والخاصة المشاركة على ثلاثة طوابق في فندق «حياة عمان» مخالفا في ذلك العرف التنظيمي لجميع المعارض التي دائما ما تتواجد في مكان واحد مما تسبب في حالة من التوهان بين الزوار، إضافة إلى أن ضعف التغطية الإعلامية التي سبقت المهرجان زادت الأمر سلبية للدرجة التي تجعل كثيرا من العاملين في الفندق نفسه لا يعرفون أن هنالك مهرجانا عربيا تحتضنه جنباته. «شمس» تجولت في المعرض الذي ضم أجنحة لأشهر المؤسسات التي تقود الإنتاج البرامجي في الوطن العربي، وهناك على بعد 20 مترا من المدخل رأينا جناح مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون التي طالما حفظنا برامجها في ذاكرتنا منذ أن كنا أطفالا، فبلا شك أنكم تتذكرون «سلامتك» و«افتح يا سمسم»، وعلى شعور الذكريات كانت تقودنا الخطوات صوب الجناح، وبدا المشرف عليه فرحا عند إقبالنا صوبه ظنا منه أننا زوار اقتطعوا من وقتهم قليلا كي يتعرفوا على صناعة البرامج والدراما في الوطن العربي، ولكي يزيدوا ثقافتهم ويشبعوا فضولهم، ولكن الأمر اتضح أمامه جليا بمجرد التعريف بأنفسنا فلم يتحفظ تجاه تساؤلاتنا التي ألقيناها عليه، وكان واضحا عندما أبدى امتعاضه من ضعف الإقبال على المعرض، وبحديث يكشف لنا أن صاحبه عانى الملل كثيرا ذكر عباس عبدالرضا أن المعرض لم يخدم إعلاميا بالشكل الكافي: «كثيرة هي المعارض التي حضرتها، ولكن ما أثارني في هذا المعرض هو تقسيمه إلى ثلاثة طوابق، فبعض الزوار قد يكتفون بزيارة مكان واحد ثم يغادرون». وأكمل والحيرة تغلف كلماته: «المسألة تحتاج إلى اهتمام أكبر حتى تنجح الفعاليات المصاحبة للمهرجان». وعلى بعد خطوات من معرض مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك يقع معرض التليفزيون السعودي الذي يستقبل زواره بالقهوة والتمر تعبيرا عن الحفاوة، وبان لنا من خلال الزيارة أن كبر مساحة المعرض والهدايا والابتسامة التي يحرص عليها العاملون فيه لم تشفع لهم في الحصول على نسبة كبيرة من الزوار، الأمر الذي جعلنا نبحث عن مزيد من الاحتمالات لدى سعود العتيبي من إدارة العلاقات العامة بالتليفزيون الذي رمى باللائمة على ضعف التغطية الإعلامية المصاحبة للمهرجان وتحدث إلينا ومجموعة من البروشورات تصطف على الطاولة أمامه بأنه لم يكن يتوقع ضعف الإقبال من زوار المهرجان، محملا اللجان الإعلامية مسؤولية ذلك. وأثناء جولتنا وجدنا الدكتور أمجد القاضي رئيس هيئة الإعلام المرئي والمسموع وعددا من صحبته يحتسون القهوة ويأكلون الكليجة في ضيافة جمعية المنتجين السعوديين، فبحثنا لديه عن إجابة لما يدور في خواطرنا فبادلنا الحديث بابتسامة رأيناها طوال أيام المهرجان: «لماذا تبحثون عن السلبيات ولا تتناولون الإيجابيات؟!»، وعندما ألححنا عليه بالإجابة بدا أكثر رسمية وهو ينفي ضعف التغطية الإعلامية، مؤكدا أن الجميع كان يتحدث ويكتب عن المهرجان قبيل انطلاقه ويحظى بتغطية من وكالات الأنباء: «نحن وفرنا قناة فضائية خاصة بالمهرجان لنقل فعالياته والتعريف بها، وأما مسألة الطوابق الثلاثة فهي ذات مغزى تنظيمي بحت»، وهناك على الطرف الآخر كان يجلس محمد الغامدي رئيس جمعية المنتجين السعوديين وعضو اللجنة العليا للمهرجان الذي تداخل معلقا: «الأردن نجحت في التنظيم وذلك ليس غريبا عليها وعلى الرجال الأفاضل الذين يعملون طوال أيام المهرجان، وبلا شك أنه لا يوجد عمل بلا سلبيات وذلك ما سيتم تلافيه في قادم الأيام»، الغامدي الذي كان يتحرك بهمة شاب عشريني كان حلقة الوصل بين الوفد السعودي وعدد من المسؤولين في لجان المهرجان، وبدا لنا بأنه أكثر السعداء بسير المهرجان إلى بر الأمان. وقبل أن نهم بالخروج غيرنا مسار طريقنا فإذا بنا نلتقي بالفنان والمنتج حسن عسيري على طريقة المثل القائل: «صدفة خير من ألف ميعاد» أخبرنا بأنه وصل للتو إلى الأردن وبدا سعيدا وهو ينظر من حوله إلى المعارض فقال لنا بابتسامة تظهر على محياه: «كانت لدي مخاوف كبيرة من عدم إقامة المهرجان في وقته المحدد، الفترة كانت قصيرة بين إبلاغنا وانطلاق الفعاليات، الحمد لله أنهم استطاعوا إنجاز كل هذا في وقت قياسي». وبينما كنا نتبادل أطراف الحديث حول المهرجان فإذا بالدكتور القاضي يقف أمام معرض مؤسسة الصدف للإنتاج الفني فبادره عسيري بسؤال بعد أن تبادلا التحية: «كيف كانت ردة الفعل لديكم في الأردن حول مسلسل «الملك فاروق» الذي أنتجته «ويشير بيده صوب بروشور المسلسل»، فرد عليه رئيس هيئة الإعلام المرئي والمسموع بإجابة لا تخلو من الدبلوماسية: «المسلسل جميل وكانت ردة فعله عربية ولم تقتصر على الأردن فحسب». وفي خارج مقر المعارض ركبنا سيارة أجرة فقادنا الفضول للحديث مع صاحبها عن مهرجان الإعلام العربي وحول إذا ما كان هناك ركاب حدثوه عن المهرجان، ولكنه قطع علينا الشك باليقين بعدم معرفته عن أي شيء نتحدث، وحول مسار الحديث إلى الانتخابات النيابية لاسيما أن صور المرشحين تمتلئ بها الشوارع، وكأن السائق الطيب يلمح بأن توقيت المهرجان تعارض مع ما هو أهم لدى الناس، إضافة إلى أن التوقيت أيضا تزامن مع مهرجان أبو ظبي السينمائي، وبلاشك أن الأمر لم يكن في صالح المناسبتين. بقي لنا القول بأن أي قصور تنظيمي في المهرجان لا يتعارض إطلاقا مع الاهتمام الذي لمسناه من الجميع طوال أيام تواجدنا، ونحن إذ نسلط الأضواء على ذلك بحثا عن تلافي الأخطاء وإيجاد الحلول في المهرجان القادم الذي يجب أن يظهر في أبهى حلة كون الإعلان عن المناسبة جاء مبكرا وكون القطاع الإنتاجي والتليفزيوني في المنطقة يعول كثيرا على مهرجان الأردن القادم الذي ستحتضنه مدينة العقبة الأردنية .