المتابع للساحة الغنائية المحلية والخليجية حاليا لا يرى فنانا يشغل كل الأماكن والمناسبات والحفلات الغنائية والأسواق الفنية غير رابح صقر، الذي تفرد في الساحة الغنائية في الآونة الأخيرة دون منافس، مواصلا التحليق في السماء تاركا لزملائه الآخرين مطاردة الفضائيات في برامج لا تغني ولا تسمن من جوع، ويتحاشون الإعلام المقروء كونهم يمتلكون حساسية مفرطة من «النقد» ويرفضون الاعتراف بواقعهم المؤلم. حفلات عيد الفطر الأخيرة هي امتداد لسلسلة طويلة من نجاح الفنان رابح صقر لأن الحفلات تخصصه وملعبه الذي لا يستطيع غيره من الفنانين النجاح فيه حتى بات داخليا وخارجيا مطلب الجماهير الأول. رابح الذي يعيش عامه ال 28 في الأغنية السعودية، قد لا يلام في غيابه عن الإعلام بشقيه المرئي والمقروء وذلك لسبب واحد كونه مشغولا ومتفرغا لفنه وجمهوره، إضافة إلى تعاوناته مع عدد من الأسماء في الوسط لأن ثقافته الموسيقية العالية جعلته مطلبا لكل الفنانين، وهذه الجماهيرية التي يمتلكها الصقر تتزايد، والشواهد على ذلك كثيرة منها حفلة جدة الغنائية الأخيرة التي أحرج فيها جميع الفنانين المشاركين. ومن يشكك في تلك الشعبية فإنه يمارس التضليل ويخادع الرأي الفني العام، وهو منذ أعوام وهو يحافظ على المكانة التي وصل إليها بعد تعب الأعوام، فوصوله إلى القمة لم يكن بالسهل والمحافظة عليها لن يكون صعبا طالما أنه صاحب أذن موسيقية ولون طربي خاص به، ويجيد التنويع في الأعمال الفنية ويقدم ما يناسب ذائقة جمهوره، وما يروق لأسماعهم، لا سيما أنه يعي جيدا أن جمهوره لا يعترف بالمجاملات والتلميع والتطبيل كما تصنع بعض جماهير الفنانين، وما غيابه عن تقديم ألبوم موسيقي لعامين إلا دلالة على أنه يرفض أن يطرح ألبوما «أي كلام»؛ لأنه يحترم جمهوره ويستفيد من النقد الفني الذي واكب مسيرته. هذا النهج يجب أن يسير عليه مجموعة من الفنانين الموجودين الآن في الوسط، وباتت خطواتهم متقهقرة، ولم يعد لديهم سوى التحسر والبكاء على الماضي. وعندما يثني الإعلام على خطوات الفنان رابح صقر فهذا إنصاف لدوره الذي يقدمه للأغنية السعودية في العواصم العربية وفي جولاته الأوروبية كونه الفنان السعودي الوحيد مع «فنان العرب» الذي بات اسمه يتصدر قائمة المتعهدين في الشرق والغرب .