احتل حي «البطحاء» بجنوب الرياض مركزا متقدما في عدد المسلمين الجدد خلال شهر رمضان المبارك بين أحياء المملكة المختلفة، حيث أعلن المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالحي دخول 62 شخصا الإسلام خلال يوم واحد وهو الرقم القياسي الذي يتضح من خلاله دخول أكثر من شخصين الإسلام خلال الساعة الواحدة، فيما واصلت مكاتب توعية الجاليات في عدد من مناطق المملكة تنافسها في مجال الدعوة إلى الإسلام وتحطيم الأرقام القياسية في عدد الداخلين في الإسلام خلال أيام الشهر المبارك. وأكد مدير مكتب توعية الجاليات بالبطحاء الشيخ نوح القرين أن معدل الذين يسلمون في المكتب يتراوح بين 130 و140 شخصا شهريا، وترتفع النسبة بمعدل كبير في شهر رمضان الكريم إلى أضعاف ذلك، وفي أيام الإجازة، في الأيام العادية، يوم الخميس والجمعة يزيد عدد المقبلين على الإسلام لأنه إجازة العاملين، فتصبح الدعوة بين العاملين أكثر إيجابية، ويكون معدل من يسلم يومي الخميس والجمعة من 20 إلى 30 شخصا، وأسلم بعض الأطباء والطبيبات والعاملين في السلك الدبلوماسي، وأرجع ارتفاع نسبة من يعلنون إسلامهم في مكتب البطحاء مقارنة بالمكاتب الأخرى نظرا إلى طبيعة منطقة البطحاء التجارية، حيث يتردد عليها يوميا ما يقارب 50 ألف وافد، ويدركون من خلال التوعية والأجواء الميدانية طبيعة الإسلام. وكشف القرين أن الأسبوع الماضي شهد إعلان دخول أكبر عدد من غير المسلمين من جنسيات متعددة إلى الإسلام، حيث دخل الدين الحنيف 62 شخصا دفعة واحدة قبل الإفطار، وقال إن المسلمين الذين دخلوا في الإسلام كانوا يعملون في شركة كبيرة: «وبفضل الله والجهود التي تبذلها مكاتب الدعوة والإرشاد في المملكة كان الحصاد بدخول هؤلاء النصارى والبوذيين في دين الله أفواجا وأعلنوا إسلامهم في وقت واحد وبشكل جماعي». وأشار إلى أن عدد الذين أشهروا إسلامهم خلال الثلث الأول من شهر رمضان المبارك بلغ 88 شخصا من مختلف الجنسيات العاملة والمقيمة في نطاق عمل المكتب بعدما زودهم دعاة المكتب بالكتب الدينية التي توضح لهم محاسن الإسلام، وأحكامه، وتعاليمه، وكيفية أداء العبادات على الوجه الصحيح. وعن الخدمات المقدمة من المكتب خلال رمضان والتي من شأنها التعريف بالإسلام بطريقة عملية، أكد الشيخ القرين أن عدد الذين تم تفطيرهم في «مشروع تفطير الصائمين» خلال الأيام العشرة الأولى من الشهر الفضيل بلغ 42040 شخصا، وتم تنظيم 132 كلمة وعظية، وتسيير سبع رحلات عمرة استفاد منها 350 مسلما جديدا، وأوضح أن «مشروع تفطير الصائمين» الذي ينفذه المكتب سنويا منذ عام 1420ه يتراوح عدد المستفيدين منه يوميا ما بين 4000 و6000 مسلم: «ومكاتب الدعوة والإرشاد تقدم عملا مميزا في خدمة الإسلام، من إقامة العديد من الفعاليات الموجهة إلى غير المسلمين من ملاعب كرة سلة، وكرة قدم، ومساعدتهم في أمور حياتهم، وغير المسلم هو الذي يقرر أولا وأخيرا دخوله الاسلام»، مؤكدا أن أغلبهم عندما يعرفون الإسلام يدخلونه بحرية تامة. وأوضح «أن المكتب يتواجد به دعاة مؤهلون من العديد من الجنسيات يحاورون ويناقشون من يريد أن يسأل عن الإسلام، وكل داعية وله قصته الخاصة مع الإسلام وكيف أسلم وهم الآن بفضل الله يعملون بشكل متفان لخدمة الإسلام، وهناك العديد منهم كانوا قبل الإسلام قسيسين ومنصرين إلا أن الحق قادهم إلى الإسلام، وهناك من جاء ليثبت من هم على الدين النصراني وبحول الله كان حضوره للمملكة سببا في إسلامه». وعن دور رجال الأعمال فى تمويل أنشطة المكاتب الدعوية أشار القرين إلى أن رجال الأعمال يقدمون خدمة جليلة للإسلام من خلال تمكين مكاتب الدعوة والإرشاد من إقامة العديد من الفعاليات في المجمعات السكنية للعمالة من ملاعب سلة ومسابقات وبرامج ترفيهية مع الدعوة إلى اعتناق الدين الإسلامي والتعرف على سماحته، وأوضح أن دور مكاتب توعية الجاليات لا ينتهي فقط بإعلان إسلام المرء، وأن ما يقوم به المكتب من متابعة هؤلاء وعمل دورات من إعداد الدعاة وإعداد المعلمين الذين يقومون على شؤونه، متوقعا أن تتطور مكاتب توعية الجاليات، مثمنا الدعم الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للمكاتب الدعوية في المملكة وتحقيق رسالتها الدعوية. وأوضح أن الدروس اليومية التي يستفيد منها المهتدون الجدد للإسلام يلقيها عدد من دعاة مركز توعية الجاليات باللغة الإنجليزية والفلبينية والسريلانكية، ويتم استخدام التقنية الحديثة في عرض الدروس اليومية مثل: جهاز العرض البروجكتور ومكبرات الصوت وأجهزة التسجيل ومعمل اللغة المزود بالأجهزة الحديثة، والتي تعطي الخصوصية في تلقي العلم بين الطالب والمعلم وتطبيقات عملية على الوضوء والصلاة وقراءة القرآن الكريم .