ينتظم آلاف الصينيون منذ ساعات الصباح الأولى أمام بوابات الجناح السعودي في المعرض العالمي «إكسبو 2010» المقام حاليا في شنغهاي، حيث يجذب المعرض ما يزيد عن 25 ألف زائر يتسابقون يوميا للحصول على بطاقات دخول المعرض للاستمتاع بطريقة العرض ومشاهدة أكبر قدر ممكن من الصور والعروض مما تنفرد به السعودية عن غيرها من آثار وثقافة عربية إسلامية يتقدمها في الاهتمام مكةالمكرمة قبلة المسلمين. فالزائر للجناح السعودي يطلع منذ دخوله على أبرز المنجزات التي تحققت على أرض الواقع، عبر رحلة ثلاثية الأبعاد في سفينة النور تسير بهم من نهر «هوانج بو» المحاذي للمعرض إلى صحاري المملكة وقفارها التي تحولت إلى واحات صناعية وتقنية وثقافية في فترة وجيزة تصورها الرحلة عبر عروض مصورة بأبعاد بانورامية. ويتنقل الزائرون للمعرض بين طوابق دائرية حلزونية منسجمة مع الروح الإسلامية السمحة، لتصل إلى الحضارة الإسلامية وتأثيرها الإنساني على الحياة، وتتوسط الجناح شاشة تعد الكبرى في المعرض تصف الإسلام بأنه دين سلام ومحبة وإخاء وبناء ونماء يجمع شعوب العالم في سلام وللتعارف والتعاون على الخير. ونالت المشاريع العمرانية في المشاعر المقدسة قدرا كبيرا من الأهمية في الأثر المكاني والزماني، وحصلت على لقب «أفضل مشروع حضري» من بين 221 دولة مشاركة. وزاد الاهتمام بجناح المملكة لرؤية مكةالمكرمة ومشروعات التطوير المدني فيها ومن ذلك رؤية المملكة في مشروع «مدينة أفضل، حياة أفضل» حيث جذب هذا الفوز الصينيين لزيارة المعرض بكثافة خلال ثلاثة أشهر هي نصف المدة المقررة للمعرض، حتى حقق جناح المملكة نجاحات وسمعة طيبة مسجلا حضورا زاد على 2.2 مليون زائر في مؤشر يؤكد نجاح المعرض. وتطلب تجهيز الجناح السعودي عاما ونصفا، راعى فيه المصممون أن يكون وفق رؤية العلاقات السعودية الصينية الضاربة في أغوار التاريخ؛ فصمم المعرض على شكل سفينة وهلال يعكس الصداقة التقليدية والتبادلات الودية بين السعودية والصين، كما تعكس السفينة التي ترسو في أحد أكبر موانئ الصين التجارية الأبعاد الاقتصادية والمعرفية والثقافية التي تربط الجزيرة العربية بالصين في عهد قديم. وبرز الجناح السعودي من حيث أعداد الزوار من بين الأجنحة بمساحته الإجمالية التي بلغت نحو 5.28 كيلومتر مربع، ويتوقع القائمون على الجناح أن يتجاوز عدد الزوار أكثر من سبعة ملايين زائر على الأقل. ولفت المعرض انتباه مسؤولي العديد من الدول العربية والإسلامية والصديقة لزيارته فأبدوا سعادتهم بما رأوه، وكتب نائب رئيس الوزراء التركي حياتي يازيسي في سجل زيارته للمعرض «لقد زرت المعرض وتجولت داخل أروقته، وأعجبت بما شاهدته من تطور أبرز صورة المملكة ومكانتها الدولية». مسؤول ياباني زار المعرض، وبين أن العرض البصري الحي يجعلك كأنك في السعودية «الجناح السعودي الأفضل بين المعارض المشاركة لأنه أتاح لي فرصة الجلوس على بساط الريح». كما زار الجناح عدد من المسؤولين الصينيين كان من بينهم وزير الدفاع الصيني، وعضو مجلس الوزراء، وعضو اللجنة العسكرية المركزية، اللواء ليانج قوانج.