قال مدير مكتبة الحرم المكي الشريف الدكتور محمد عبدالله باجودة أن مكتبة الحرم المكي الشريف تعتبر من أهم المكتبات في العالم الإسلامي وأعرقها، فهي تقع في أقدس بقعة وأشرف مكان، موضحا أن تاريخ إنشائها وفق ما أوردته المصادر التاريخية يعود إلى القرن الثاني الهجري، وتحديدا في عهد الخليفة العباسي محمد المهدي «حوالى عام 161ه» أي قبل نحو 1270 عاما. وأضاف: «منذ بداية العهد السعودي اهتم الملك عبدالعزيز يرحمه الله بهذه المكتبة وكون لجنة من العلماء لدراسة أحوالها وأطلق عليها عام 1357ه مكتبة الحرم المكي الشريف وأهدى إليها مجموعة من الكتب، ثم حظيت المكتبة برعاية وعناية الدولة منذ ذلك الوقت، فاستمرت في تزويدها بما يستجد من الكتب والمراجع والأجهزة الحديثة التي تيسر على زوارها استخدام أوعيتها المتنوعة». وتضم المكتبة 12 قسما تقدم خدماتها للمطالعين وطلبة العلم ومن أهم تلك الأقسام: قسم المخطوطات الذي يحتوي على «4909» مخطوطات أصلية و«372» مخطوطا غير عربي، و«2520» مخطوطا مصورا ورقيا، وأكثر من 20 ألف مخطوط مصور إلكترونيا، وكذلك مجموعة من الرسائل العلمية وفهارس ومخطوطات للمكتبات العربية والعالمية، بينما يهتم قسم الدوريات بالصحف والمجلات المحلية والعربية الحديثة والقديمة ويبلغ تعداد عناوينها قرابة «1000» عنوان. أما قسم المكتبة الصوتية فيقوم بجمع الدروس والخطب من المسجد الحرام، ثم تسجيل ما يحتاج إليه الزوار والمطالعون في الدروس والخطب ويبلغ عدد الأشرطة أكثر من 100 ألف شريط وقد تم تحويل قسم كبير منها إلى أقراص. وقال باجودة: «يزداد الإقبال على هذا القسم من قبل المطالعين والزوار وقد تم إحداث تطور كبير فيه من خلال أنظمة صوتية حديثة وأجهزة عالية الدقة، كما تم تحويل جزء كبير من الأشرطة الصوتية إلى أسطوانات ليسهل تسجيلها ونسخها وتقديمها لمن يرغب فيها من طلبة العلم والمهتمين. وكشف باجودة أنه سيتم قريبا تنزيل المكتبة الصوتية على بوابة الرئاسة على الإنترنت. وأما قسم التصوير الميكروفيلمي فأنشئ لتمكين الزوار والمطالعين من مشاهدة الأفلام الخاصة بالمخطوطات والصحف القديمة على أجهزة القراءة ويضم القسم أكثر من «5671» فلما. ومن الأقسام الأخرى، جناح الحرمين الشريفين الذي يعرض كل ما له علاقة بالحرمين الشريفين من صور قديمة وحديثة وخرائط وكتب ومخطوطات للمطالعين والزوار. وذكر باجودة، أنه يتم خلال شهر رمضان المبارك دعم الأقسام التي لها علاقة مباشرة مع المطالعين، وتهيئة المعلومات المتعلقة بمكة المكرمة والحرمين الشريفين وعرضها للمطالعين، مضيفا أن معظم مقتنيات المكتبة أصبحت تقدم عن طريق الحاسب الآلي، والمكتبة الإلكترونية والأقراص المدمجة التي تحوي صور المخطوطات. وتبدأ المكتبة عملها خلال رمضان من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة الثالثة ظهرا ومن الساعة الثامنة ليلا إلى الواحدة بعد منتصف الليل.