قللت المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق من تداعيات القرار الروسي بحظر تصدير القمح إلى السوق السعودية، رغم تأكيد موسكو عدم الوفاء بعقود جديدة بعد موسم الجفاف واحتراق مساحات شاسعة من غاباتها، فيما تعتزم المؤسسة التوقيع غدا على اتفاقات لزيادة طاقة صوامعها ومطاحنها استعدادا لزيادة الواردات، حيث توقع مع شركة بولر السويسرية عقدين بقيمة 368 مليون ريال لبناء مطحنة دقيق بطاقة 1200 طن يوميا في مكة، ولرفع طاقة مطحنتها في جدة بنسبة 67 % إلى 450 طنا يوميا، فيما تحصل شركة هيف السعودية على عقد بقيمة 506 ملايين ريال لبناء صومعة غلال في مكة تتسع لتخزين 250 ألف طن. وتوقعت المؤسسة أن تسجل أسعار القمح العالمية مزيدا من التراجع، لكن ليس إلى المستويات المتدنية التي سجلتها في وقت سابق من 2010، وأنها يمكنها الانتظار خمسة أشهر قبل إصدار مناقصتها التالية لشراء قمح صلد، وقال المدير العام للمؤسسة وليد الخريجي: إن محصول المملكة من القمح الصلد ارتفع إلى 1.1 مليون طن هذا العام، مقارنة مع 950 ألف طن العام الماضي، وهو ما يوازي 16 %. وأكد الخريجي أن احتياطي المؤسسة من القمح الصلد يكفي لتغطية احتياجات المملكة حتى شهر إبريل من دون احتساب 990 ألف طن من القمح الصلد اشترتها المؤسسة في يونيو، ومخزونات إضافية من الدقيق تبلغ 90 ألف طن «مستوى المخزونات لدينا مريح، وتسلمنا حتى الآن 900 ألف طن من محصول القمح المحلي، وهناك 200 ألف طن أخرى من المتوقع أن نتسلمها بنهاية سبتمبر، لكن الهيئة ستحتاج إلى استيراد مليوني طن من القمح الصلد قبل بدء موسم الحصاد المقبل بالمملكة». وقال الخريجي في مقابلة مع رويترز «روسيا تمثل 10 % من تجارة القمح العالمية، والجفاف الذي أثر عليها لم ينتشر إلى بعض المنتجين الأوروبيين الآخرين، وما زال الإنتاج جيدا في كندا وأمريكا والصين والهند وباكستان، ولا أتوقع أزمة كالتي حدثت في 2007، والسعودية لم تستورد قمحا من روسيا منذ 2008». وأشار إلى أن الهيئة ستستورد القمح اللين للمرة الأولى، وقال «بعض الصناعات الغذائية تحتاج إليه ولذلك سنستورده، إذا لم يكن في المناقصة التالية فسيكون في المناقصة التي تليها في 2011»، لكنه لم يحدد حجم واردات القمح اللين. وردا على سؤال بشأن الحجم المحتمل لمناقصة القمح الصلد التالية للمؤسسة قال «مستوى الأسعار الحالي لا يشجع المشترين على دخول السوق بكميات كبيرة، وخططنا الاحتياطية تمنحنا الأمان لمدة خمسة أشهر». وفي السياق ذاته أكد عدد من التجار في المملكة عدم التخوف والقلق من وقف روسيا لمنتج القمح، لوجود بدائل أخرى لاستيراده، بجانب وجود مخزون كاف، وأكد رئيس مجلس إدارة شركة أسواق عبدالله العثيم الشيخ عبدالله العثيم أن المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق لديها مخزون من منتج القمح لنهاية 2011، مشيرا إلى أن كازاخستان مولت مصر العام الماضي بالقمح بدلا من روسيا «ليس هناك أي مشكلة من الحظر الروسي»، وأوضح أن المملكة تعتمد على جزء من الإنتاج المحلي وآخر من الاستيراد لمنع حدوث عجز في احتياجات المواطنين من القمح