لم يجد الفنانان التشكيليان السعوديان عثمان الخزيم، ونجلاء سليم، خلال مشاركتهما بفعاليات الأيام الثقافية السعودية ببكين حاليا، سوى إهداء لوحة تشكيلية مشتركة باسم «الأسرة» لوزارة الإعلام الصينية، باسم الشعب السعودي لدفع قطار المودة بين الشعبين السعودي والصيني بمناسبة مرور 20 عاما على إقامة العلاقات المشتركة بين البلدين، وتعكس اللوحة التي تتجاوز عدة أمتار بعض ملامح الأسرة السعودية بمزيج من التراث الشعبي والأصالة. وعن اللوحة الهدية وقيمتها الفنية قال الفنان عثمان الخزيم، إن «الأسرة» مثّلت المدارس الفنيّة المعروفة في العالم، وأبرزت بجانب أكثر من 40 لوحة كشفت بعض الجوانب التاريخية والحضارية للمملكة، وما يتمتع به المجتمع السعودي من موروث ثقافي عريق امتد عبر القرون، مبينا أن هذه الجوانب لفتت أنظار الصينيين، الذين بدؤوا يتوافدون على زيارة الفعاليات السعودية منذ أول يوم لافتتاحها. وأشار الخزيم إلى أن اللوحة تم تنفيذها باستخدام الألوان الزيتية والريشة، خلال ورشة عمل قدمت أمام مرتادي الفعاليات السعودية، وتحتوي على عناصر رمزيّة تصف حياة الإنسان المعاصر، وذكر أن أكثر اللوحات الفنيّة التي نالت استحسان وإعجاب الصينيين هي اللوحات المعبّرة عن الحضارة الإسلامية بروح إبداعية في تصوير معالمها، وما تمثله من أهمية بالنسبة إلى الإنسان لاسيما أنها ارتبطت بالأماكن المقدسة الموجودة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، لافتا إلى تقارب كبير بين الثقافة التشكيلية السعودية والصينية، من حيث الألوان المستخدمة، والروح الإبداعية. أما الفنانة التشكيلية نجلاء سليم فأكدت حرصها على التقارب بين الشعوب والحضارات من بوابة الفن الهادف، وأوضحت أن عشر تشكيليات سعوديات شاركن في الفعاليات بلوحات فنية متنوعة المدارس، أبرزن خلالها فنونا مختلفة عن التراث المحلي والشعبي للمملكة، المتمثل في فن العمارة، والنقوش التقليدية، والزخارف، فضلا عن استخدام الفن الحديث للوسائط المتعددة، مستخدمين فيها أفضل أنواع الخامات، والألوان التي جذبت الكثير من الزوار الصينيين. وأفاد أحد منسوبي العلاقات الثقافية الدولية بوزارة الثقافة والإعلام ناصر الزومان، بأن هذه الفعاليات لها مردود إيجابي تجاوز مفهوم تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، إلى تعزيزها بين الشعبين الصديقين .