يستعد المجلس الاتحادي «المجمع الانتخابي» المكون من أعضاء البرلمان وممثلي الولايات الألمانية ال16 ونخبة من مشاهير المجتمع الألماني في المجالات المختلفة، نهاية يونيو الجاري لانتخاب رئيس جديد خلفا للرئيس هورست كولر الذي استقال أخيرا على خلفية تصريحات أدلى بها، ربط خلالها بين مشاركة الجيش الألماني في العمليات الخارجية بالمصالح الاقتصادية لألمانيا. وسيكون السباق ثنائيا بين مرشح الائتلاف الحاكم كريستيان فولف والمعارضة يواخيم جاوك. والطريف أن الطرفين اجتمعا بشكل سري ببرلين في خطوة مفاجئة وأكدا أن كلا منهما يصلح بطريقته لتولي المنصب دون الكشف عن تفاصيل. يعد منصب الرئاسة في ألمانيا بروتوكوليا في الغالب، إذ إن الحكومة التي تقودها حاليا المستشارة أنجيلا ميركل، تمتلك معظم الصلاحيات. ويقتصر دوره على حراسة الدستور واستقبال السفراء وتسلم أوراق اعتمادهم واستضافة الرؤساء الأجانب وإلقاء الخطب العامة وتنفيذ الزيارات الخارجية. وتميزت فترة تولي كولر المنصب بعدم تدخله في صناعة القرار. ومن مقولاته الشائعة: « مفتاح الحصول على ثقة المواطنين بنا، هو الحقيقة والأمانة والاستدامة والثبات في المبادئ السياسية». وعلى الرغم من عدم وجود أغلبية للحزبين الاشتراكي والخضر داخل المجلس، إلا أن ذلك لم يمنع يواخيم جاوك من الترشيح أمام منافسه كريستيان فولف رئيس حكومة سكسونيا السفلى ومرشح الائتلاف الحاكم المكون من التحالف المسيحي والحزب الديمقراطي الحر على منصب الرئيس. ويتوقع أن يشهد قصر الرئاسة بعض التعديلات على رأسها إضافة أثاث غرفة أطفال حال انتخاب كريستيان فولف رئيسا للبلاد. وأعلنت بتينا فولف، زوجة السياسي البارز أنها تفكر في مسألة إعداد غرفة أطفال لابنيها في قصر بيلفو، ولكنها أوضحت أنها لن تضع خططا محددة إلا في حال فوز زوجها بالمنصب الرفيع. وأوضحت في مقابلة نشرتها مجلة فوكاس الألمانية في موقعها الإلكتروني أن زوجها هو «الرجل المناسب» لمنصب رئيس ألمانيا، وأنه سيقوم بواجبه بشكل جيد جدا. وأعلنت أنها ستتخلى عن وظيفتها حال فاز زوجها بمنصب رئيس ألمانيا وانتقلت الأسرة إلى برلين وقالت: «سأتخلى عن وظيفتي الحالية في المركز الصحفي بسبب الانتقال إلى العاصمة وسأتوقف عن العمل لحين أعرف بالتحديد ما مهامي الجديدة إلى جوار زوجي». واضطر كولر إلى تقديم استقالته بشكل مفاجئ بعد الإدانة الواسعة التي تعرض لها بسبب تصريحات أطلقها حول الدور الاقتصادي والمالي لتدخل بلاده العسكري في أفغانستان، والتي سبق له أن تطرق إليها، واصفا إياها بأنها «تعرضت لسوء فهم». وأكد بصوت متهدج في مؤتمر صحفي، أنه أبلغ المجلس الاتحادي الألماني بالاستقالة، مؤكدا مواصلته تنفيذ مهامه لحين انتخاب رئيس جديد للبلاد. وكان كولر زار أفغانستان في 22 مايو الماضي، وتحدث بعد الزيارة معلنا أن التدخل العسكري في الحالات الطارئة ضروري «للحفاظ على المصالح التجارية، مثل ضمان بقاء خطوط التجارة الحرة مفتوحة ومنع التوترات الإقليمية التي قد تؤذي فرص الاقتصاد الألماني في تطوير التجارة وزيادة الدخل وتوفير الوظائف». وتسبب هذا التصريح بموجة غضب في الصحافة الألمانية التي هاجمت الرئيس وشككت في دستورية أسباب التدخل العسكري الألماني بمناطق النزاع، ما دفع كولر إلى الرد بأنه كان يتحدث عن حماية طرق المواصلات بوجه القرصنة قبالة سواحل الصومال، وليس عن الدور العسكري في أفغانستان. وحاول كولر الدفاع عن نفسه بالقول إن الانتقادات تهين مركز الرئاسة، ولكن ذلك لم يدفع المنتقدين إلى التراجع. ولهذا السبب لم يجد وسيلة سوى الاستقالة .