يعيش رئيس الأوروجواي المنتخب خوسيه موخيكا في منزل بسيط تملكه زوجته السناتور في ضواحي العاصمة مونتيفيديو داخل مزرعة متواضعة بعد أن رفض الانتقال إلى مقر الإقامة الرسمي للرئيس واختار البقاء بعيدا عن الزحام. وتولى موخيكا، وهو رجل عصابات يساري سابق قضى 14 عاما في السجن، مقاليد السلطة في مارس الماضي لمدة خمسة أعوام خلفا لتاباريه فازكيز. ويشتهر في الدولة الصغيرة، التي تربي المواشي خاصة الأبقار، بأسلوب حياته المتواضع وسلوكه الواقعي. حصد موخيكا معظم الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 25 أكتوبر الماضي، ولكنه لم يستطع الحصول على أغلبية مطلقة لتجنب خوض جولة ثانية. وتفوق موخيكا، 75 عاما، الذي خاض تمردا مسلحا ضد حكومة أوروجواي المنتخبة ديمقراطيا في الستينيات والسبعينيات، على منافسه الرئيس الأسبق لويس لاكال الذي ينتمي ليمين الوسط في جولة الإعادة للانتخابات التي يراها البعض استفتاء على النجاح الاقتصادي للائتلاف اليساري الحاكم. وتعهد بالتخلي عن ماضيه الراديكالي وانتهاج طريق معتدل في واحدة من أكثر دول أمريكا اللاتينية استقرارا. وأكد الرئيس المنتخب أنه يهدف إلى محاكاة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الزعيم اليساري المعتدل البارز بالقارة، ورفض انتقادات بأنه قد يجعل بلاده تتحالف مع اليسار المتشدد في المنطقة بزعامة الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز. وتوج هذا التصويت تحولا لموخيكا بدأ قبل عشرات السنين من متشدد شن تمردا مسلحا إلى واحد من أكثر الساسة شعبية في بلاده. وأدى فوز موخيكا للإبقاء على ائتلاف الجبهة العريضة الحاكم في السلطة والذي انتشل البلاد من ركود اقتصادي في وقت سابق من هذا العقد. وتعهد موخيكا، وهو مزارع ووزير زراعة سابق وسناتور، باستمرارالسياسات المشجعة للمستثمرين التي ساعدت على نمو الاقتصاد لستة أعوام متواصلة والاحتفاظ بالسياسات المعتدلة لتاباري فازكويز أول رئيس اشتراكي لأوروجواي. ولم يسجل الرئيس موخيكا سوى سيارة فولكسفاجن صغيرة يعود تاريخ صناعتها إلى عام 1987 وتبلغ قيمتها 1.920 دولارا أمريكيا «حوالي 7.200 ريال سعودي»، في بيان يوضح الأصول التي يملكها. وأظهر البيان بعد القسم للرئيس أنه غير مدين لأحد وليس لديه مدخرات ولا يوجد لديه أي ممتلكات أخرى. ويبلغ الراتب الرئاسي الشهري لموخيكا، الذي يتجنب ارتداء البزات ورابطات العنق، 11 ألفا و680 دولارا «حوالي 42.216 ريالا سعوديا»، لكنه يتبرع بأغلبه إلى الائتلاف الحاكم وبرنامج الإسكان العام .