أكد المدير العام للتحرير بصحيفة «الحياة» في السعودية والخليج الزميل جميل الذيابي أن الصحافة الإلكترونية لن تنافس الورقية على المستوى العربي في الوقت الحالي، مشدداً على أن الثقافة شرط لنجاح الصحافي.وأضاف خلال لقائه أعضاء نادي طلاب قسم الإعلام في جامعة الملك سعود في مقر النادي أول من أمس، أن الإعلام السعودي يقود الإعلام العربي عموماً، عازياً ذلك إلى تأثيره الكبير والواضح مقارنة بإعلام الدول الأخرى، لافتاً إلى أن عدداً من النماذج في الإعلام السعودي قادر على تخطي الجانب العربي ومواكبة تقدّم العالم الإعلامي بالشكل الأمثل. ولفت إلى عدم وجود تهديد واضح من الصحافة الإلكترونية العربية للصحافة الورقية، مؤكداً أن العالم العربي لا يمتلك الصحافة الإلكترونية الحقيقية إلا في حالات استثنائية، «لذا أمامنا عمر طويل حتى تنقرض الصحافة الورقية ونتمكن من التعامل مع الصحافة الإلكترونية مستقبلاً كما يجب، وتأخرنا في مسايرة التطوّر الذي يشهده العالم باستمرار ليس لمصلحتنا»، مشدداً على أن الصحافة الالكترونية على رغم أن مستقبلها قد يشي بمنافسة مقبلة للصحافة الورقية إلا أنها لا تزال تحتاج إلى سن تشريعات وضوابط خاصة بها. معتبراً ما يسميه المتعصبون للصحافة الورقية «حميمية الورق» ما هو إلا من المغالطة للنفس، وذلك لأن الحياة قائمة وستستمر على سياقات التقنية، والشباب يتمتعون بمعرفة تقنية كبيرة، ما قد يجعل حميمية التقنية لهم في المستقبل أكبر من حميمية الورق. وذكر أن الصحف الآن باتت تميل نحو صحافة الرأي أكثر، من دون تهميش الصحافة الإخبارية، عبر استقطابها أصحاب الرأي المميزين الذين بإمكانهم تناول القضايا الاجتماعية والمحلية، ويكونون لسان المجتمع، وبالتالي يكون بإمكانهم الاقتراب بأنفسهم وبصحيفتهم إلى الناس، منبهاً إلى أن الرأي بدأ يشكل ثقلاً واسعاً، بصورة يكاد يصبح معها في الصحافة أهم من الخبر، ما يجعل الصحافة الورقية تحافظ على رسوخ قدمها في ساحة التلقي. وانطلاقاً من الفكرة ذاتها تابع الذيابي: «من هنا فإن الصحافة الورقية هي الأخرى لتحافظ على قوتها لا بد لها من أن تعيش جواً تنافسياً، لأنه كلما اشتد التنافس خلق مناخاً إعلامياً يتمتع بهامش حرية أقوى وأكثر جودة وحرفية». وربط تقدم الصحافي أو الصحيفة بتوافر الصدقية البعيدة من التزييف، مركزاً على ضرورة عمل الصحافي على تطوير نفسه، حتى يمتلك الأدوات والقدرات والإمكانات التي تتطلبها الصحافة، ليصبح له شأن في المهنة. وقال الذيابي: «الصحافي المتحمس بإمكانه التطوّر خلال وقت قصير، بعكس نقيضه الذي تستغرق عملية التطوّر لديه وقتاً طويلاً»، مضيفاً ان الصحافي الجيد لن يستغرق وقتاً للحصول على وظيفته، لأن المؤسسات ستتسابق من أجل الفوز بخدماته. وتابع: «النجاح لا يتحقق للإعلامي بشكل عام والصحافي بشكل خاص ما دام لا يمتلك خلفية فكرية وثقافية، ومعرفة بالأحداث وتوافر الاستقلالية في التعاطي مع حدث ما»، لافتاً إلى أن تغذية العقل من أهم الأمور التي تُنتج النجاح. وأكد أن الفجوة التي كانت تظهر بين الجامعات ممثلة بأقسام الإعلام فيها والمؤسسات الإعلامية بدأت تتقلص، إذ تشكّل بعض المؤسسات تعاوناً مع الجامعات لاستقطاب المبدعين منها، مشيراً إلى أن ذلك يعود بالنفع والفائدة على كلا الطرفين.