أدى جموع من المصلين جاوز عددهم المليون مصل صلاة الجمعة الرابعة والأخيرة من شهر رمضان المبارك أمس، في أجواء روحانية وإيمانية تسودها الطمأنينة والراحة والأمن والأمان وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي هيأتها الدولة. وشهد الحرم المكي الشريف تدفقاً كبيراً من المصلين الذين حرصوا على أداء صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان في المسجد الحرام وتوافدوا إلى الحرم المكي الشريف منذ الصباح الباكر. وتابع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية كافة الخدمات التي تقدمها جميع الجهات الحكومية المعنية بخدمة الزوار والمعتمرين الخدمات المقدمة للزوار والمعتمرين، مشددا على تقديم أفضل الخدمات بالشكل الذي يتوافق مع تطلعات ولاة الأمر حفظهم الله ويتواكب مع ما يبذل من جهود ويسخر من إمكانات وتجند من طاقات، ويعد من برامج وخطط بهدف تحقيق كل ما يمكن وفود الرحمن من أداء نسكهم بكل يسر وأمان وراحة واستقرار إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله. واكتظت أروقة المسجد الحرام بالمصلين وامتلأت أدواره وأسطحه وساحاته المحيطة، وامتدت صفوف المصلين الى خارج الساحات، وانتشر رجال المرور في كافة الطرقات والميادين منفذين خطة العشر الأواخر، حيث تم اغلاق المنطقة المركزية قبل الصلاة بساعة، ومنع دخول السيارات إليها ليتمكن المصلون من أخذ راحتهم في الحركة داخل المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام وأداء الصلاة بكل سهولة ويسر. وحرصت كافة القطاعات والأجهزة المعنية بخدمة الزوار والمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام من أمنية وخدمية وصحية على تقديم أفضل الخدمات بتضافر جهودها والتنسيق والتعاون فيما بينها للعمل بروح الفريق الواحد لأداء هذه الخدمة وتنفيذ الخطط التي أعدت وفق ماهو مرسوم لها مما يمكن الزوار والمعتمرين والمصلين من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة. وأوضح مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد بن ناشي العتيبي أن الحركة المرورية اتسمت بالانسيابية والمرونة، ولم يكن هناك أية اختناقات أو حوادث أوعرقلة في حركة السير، حيث انتشر رجال المرور من الصباح الباكر في الطرقات والميادين ونقاط الفرز الداخلية والخارجية موجهين السيارات إلى المواقف التي بلغت نسبة أشغالها 50%. وأضاف العقيد العتيبي أنه تم تفريغ المنطقة المركزية وإفساح المجال للمصلين قبل الصلاة بساعة وبعدها بساعة ليأخذ المصلون راحتهم في عباداتهم، وتمتد الصفوف إلى خارج الساحات عابرة الطرق المحيطة والتي تم اخلاؤها من السيارات، مؤكدا أنه لم يسجل هناك أي حادث والحمد لله. وقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتهيئة المناخ التعبدي لزوار بيت الله الحرام وجندت كل طاقتها البشرية والآلية لخدمتهم وراحتهم وتوجيههم وإرشادهم ونشرت موظفيها على أبواب المسجد الحرام وفي المشايات والممرات لإفساحها للمارة وعدم الصلاة في تلك الممرات والمشايات لتلافي حدوث أي ازدحام وكثفت من عدد المشايخ الذين يفتون الزوار والمعتمرين حيث شهدت مكاتب الفتوى أمس الجمعة توافدا من السائلين المستفتين. كما قامت بتهيئة وفرش الساحات وسطوح المسجد الحرام وبدرومه لأداء الصلاة، وكثفت أعمال النظافة في جميع انحاء المسجد الحرام وساحاته من خلال العمالة العاملة في مجال النظافة والصيانة والتشغيل كما وفرت عدداً كبيراً من عربات السعي للمحتاجين بالمجان، اضافة الى العربات التي تعمل تحت اشراف الرئاسة بأجور محددة من قبل الرئاسة وعربات للمعاقين. فيما انتشر رجال قوة أمن الحرم المكي الشريف وقوات أمن الحج والعمرة وقوات الدعم من طلبة مدن تدريب الأمن العام في جميع أرجاء الحرم الشريف وساحاته لمنع التدافع وتنظيم حركة الدخول والخروج ومراقبة الحركة، كما تم تشغيل كافة الكاميرات في غرفة العمليات لمراقبة حركة المصلين ومناطق الزحام وتوجيه رجال الأمن لأي موقع يشهد تزاحما أو تدافعا، وافسحت المشايات والممرات المؤدية الى صحن المطاف للداخلين والخارجين من خلالها كما قام رجال الامن المتمركزين في الابواب بتنظيم حركة الدخول للحرم والخروج منه حتى لا يحدث أي تدافع وانتشروا في ساحات الحرم مقدمين جل الخدمات للزوار والمعتمرين والمصلين. وقال مدير وحدات الهلال الأحمر بالعاصمة المقدسة بندر بارحيم إن فرق الهلال الأحمر الراجلة والراكبة تواجدت من الصباح الباكر بكثافة في منطقة الحرم المكي الشريف، حيث انتشرت الدراجات النارية في المنطقة المركزية مجهزة بحقائب اسعافية لتقديم الخدمة لطالبيها، فيما انتشرت الفرق الراجلة في ساحات المسجد الحرام مقدمة خدمات الاسعاف من خلال الحقائب الاسعافية، التي يحملها افراد الفرقة، اضافة إلى تكثيف الفرق في مراكزة العاصمة المقدسة، كما تواجد نحو 200 ما بين اطباء وطبيبات وممرضين وممرضات متطوعين بالمسجد الحرام لتقديم الخدمة الاسعافية والطبية داخل الحرم وفي ساحاته المحيطة. واستنفرت الشؤون الصحية كافة طاقاتها البشرية والآلية وكثفت اعداد مقدمي الخدمة الطبية بالمراكز الصحية الاربعة في الحرم المكي الشريف حيث استقبلت تلك المراكز المراجعين مقدمة لهم افضل الخدمات، كما كان مستشفى أجياد البديل على أهبة الاستعداد حيث كثف أعماله وضاعف الجهد وانتشر كافة الأطباء والفنيين في داخل المستشفى لاستقبال الحالات المراجعة وتقديم الخدمة الطبية في أقصى سرعة. وأشار مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العميد جميل بن محمد عمر أربعين إلى أن فرق السلامة الراجلة والراكبة انتشرت من الصباح الباكر تجوب المنطقة المركزي في جولات دورية حرصا من الدفاع المدني على أن يكون هذا الموسم خاليا من أية حوادث والحمد لله لم يحدث أي حادث يستدعي تدخل رجال الدفاع المدني والحمد لله، كما تواجد داخل المسجد الحرام أكثر من 300 عنصرا من الدفاع المدني، ما بين ضباط وأفراد مشاركين في تقديم الخدمة الإسعافية للمعتمرين والزوار، وقاصدي بيت الله الحرام منفذين خطة الإنقاذ داخل الحرم الشريف، حيث انتشروا في كافة أرجاء الحرم مجهزين بنقالات وأدوات إسعافية لتقديمها لطالبيها وقدموا الخدمة لطالبيها داخل الحرم الشريف وساحاته المحيطة. وانتشر عمال النظافة التابعين لامانة العاصمة المقدسة من الصباح الباكر لمباشرة اعمال النظافة بالمنطقة المركزية مصطحبين معهم عددا من المعدات والاليات لتهيئة المنطقة ونظافتها. وهيأت الأمانة أكثر من (45) صندوقا ضاغطاً في المنطقة المركزية، وذلك للتخلص السريع والآمن من النفايات، وبدأت المنطقة المركزية نظيفة مهيأة للمصلين الذين امتدت بهم الصفوف الى خارج حدود ساحات الحرم الشريف. وأعرب عدد من الزوار والمعتمرين عقب أداء صلاة الجمعة عن شكرهم وتقديرهم لهذه الجهود المبذولة والعمل الدؤوب لراحة قاصدي بيت الله الحرام وما لمسوه من اهتمام كبير ورعاية شاملة وحرص على راحتهم وهم يقضون نسكهم ويؤدون عباداتهم في راحة واطمئنان، داعين الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، الذين يسهرون على راحة ضيوف بيت الله الحرام ولا يألون جهدا في خدمة ضيوف بيت الله الحرام، متوجهين إلى الله أن يحفظ المملكة ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار.