سوريون فروا إلى تركيا: جنود إيرانيون أطلقوا النار علينا!! أعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن متظاهرين اثنين قُتلا أمس برصاص عسكريين في بلدة بصرى الحرير في محافظة درعا جنوب سوريا، فيما قال جرحى سوريون لجأوا إلى تركيا لتلقي العلاج: إنهم تعرضوا لنيران جنود إيرانيين يشاركون في ما وصفوه ب «قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد»، وفقًا لما نقلته وكالة «فرانس برس» عن هؤلاء الجرحى. ولم يتم التأكد من مدى صحة ذلك. فيما قالت صحيفة «حريت» التركية أمس: إن تركيا تفكر في إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا إذا فر مئات الآلاف من العنف هناك. وقال أحد سكان القرية: «كانت هناك مظاهرة ضمّت نحو ألف شخص، حيث فتحت قوات الأمن النار من سياراتها». وذكر أن القتيلين هما عدنان الحريري وعبدالمطلب الحريري. وقال التلفزيون السوري: إن فردًا من قوات الأمن قُتل برصاص مسلحين في بصرى الحرير، لكن السكان قالوا: إنه لم يُقتل أحد من أفراد الشرطة وإن المظاهرة كانت سلمية. وكان التلفزيون الرسمي السوري أعلن في وقت سابق أمس الجمعة أن الجيش بدأ عملية عسكرية في بلدة جسر الشغور، وقال: «وردنا قبل قليل من مندوب الأخبار في منطقة جسر الشغور.. استجابة لنداء الأهالي.. وحدات الجيش العربي السوري بدأت تنفيذ مهامها في منطقة جسر الشغور للسيطرة على القرى المحيطة وإلقاء القبض على عناصر المجموعات المسلحة». وكانت الحكومة السورية قد قالت في وقت سابق: إن «عصابات مسلحة» قتلت أكثر من 120 من أفراد الأمن في بلدة جسر الشغور التي يقطنها 50 ألف شخص في وقت سابق من هذا الأسبوع. إلى ذلك، قال جرحى سوريون لجأوا إلى تركيا لتلقي العلاج: إنهم تعرضوا لنيران جنود إيرانيين يشاركون في ما وصفوه ب (قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد). ونقلت وكالة (فرانس برس) عن مصطفى (23 عامًا) وهو بائع معادن أُصيب بالرصاص في ساقه اليسرى وذراعه اليمني ويعالج في أحد مستشفيات انطاكيا جنوب تركيا قوله : (كنا نتظاهر الجمعة وأُطلقت النار علينا) ، وأضاف : (كان هناك شرطيون باللباس المدني ، لكن كان هناك أيضًا جنود ايرانيون) وتابع (رأيتهم بأم عيني وكنا طلبنا منهم في اليوم السابق عدم مهاجمتنا لكنهم لا يتكلمون العربية) ، وأوضح (كانوا ملتحين في حين أن إطلاق اللحى ممنوع في الجيش السوري) ، مشيرًا أيضًا إلى أنهم يرتدون بزات سوداء غير معروفة في سوريا ، وأعطى أكرم (17 عامًا) الطالب الذي يعالج في مستشفى آخر من انطاكيا الوصف نفسه ل(رجال باللباس الأسود) أطلقوا النار على سكان قريته القريبة من أدلب ، وقال الطالب الذي أُصيب برصاصة في ساقه اليسرى (كانوا قناصة تحديدًا ولم يكونوا يتكلمون العربية ، كما أنهم كانوا يحملون أسلحة من طراز لا نعرفه) ، ويرى أن هوية هؤلاء القناصة لا تترك مجالا للشك (أنهم إيرانيون من الباسيج) على حد زعمه. حلفاء دمشق يبدلون مواقفهم : روسيا تستقبل وفد المعارضة وأردوغان : ما يحدث (فظاعة). اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان النظام السوري بارتكاب (فظاعة) ، ووصف قمع المحتجين في سوريا بأنه (غير مقبول) ، فيما أعلن ميخائيل مرغيلوف الممثل الخاص للرئيس الروسي للشؤون الإفريقية والأزمات في العالم العربي أمس أنه سيستقبل قريبًا وفدًا من المعارضة السورية في موسكو، دون مزيد من التوضيحات ، وفقًا لما نقلته وكالة (فرانس برس) عن المسؤولين. وفي تطور لافت، دان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أمس (المذابح ضد الأبرياء) التي يرتكبها النظام السوري ، معتبرًا أنها تمس (شرعية) الرئيس بشار الأسد ، ونقلت وكالة أنباء الأناضول أمس عن اردوغان قوله في مقابلة تلفزيونية بثت مساء الخميس : (تحدثت مع الأسد قبل أربعة أو خمسة أيام لكنهم (السوريون) يقللون من أهمية الوضع ، وللأسف لا يتصرفون بشكل إنساني) ، ووصف الطريقة التي قتلت فيها قوات الأمن السورية نساء بأنها (فظاعة) ، معتبرًا بشكل عام أن قمع التظاهرات في سوريا (غير مقبول) ، وأضاف : إنه في هذا الإطار ، لا يمكن لتركيا أن تدافع عن سوريا. وكان اردوغان الذي يقول : إنه (صديق) للأسد طلب مرات عدة إصلاحات عاجلة في سوريا في مواجهة الحركة الاحتاجاجية التي لا سابق لها في هذا البلد ، لكنه لم يدع إلى رحيل الرئيس السوري ، وكرّر اردوغان التأكيد أن تركيا ستبقي حدودها مفتوحة أمام اللاجئين السوريين ، لكنه تساءل (إلى أين سيصل ذلك؟). إلى ذلك ، قال وزير الدفاع الأمريكي : إن (المذابح ضد أبرياء في سوريا يجب أن تكون مشكلة ومصدر قلق للجميع) ، وأضاف (أعتقد أنه بات على الجميع التفكير فيما إذا كان الأسد يملك الشرعية ليحكم في بلده بعد هذا النوع من المجازر) ، وفي إشارة إلى موجة الثورات على الأنظمة في العالم العربي ، قال غيتس (لا شك أن ثمة خطًا فاصلًا في الشرق الأوسط بين الحكام الذين لا يتورعون عن قتل شعوبهم للبقاء في السلطة وأولئك المستعدين لتسليمها).