قتلت قوات الأمن السورية على الأقل 28 متظاهرا من معارضي النظام في أنحاء سوريا الجمعة، سقط 11 منهم في محافظة أدلب شمال غرب البلاد. وقال ناشطون حقوقيون إن قوات الأمن أطلقت النار على تظاهرة كبيرة في معرة النعمان في محافظة أدلب، ما أدى إلى سقوط 11 قتيلا على الأقل. وقتل ستة أشخاص في اللاذقية عندما أطلقت قوات الأمن النار على تظاهرة، وبحسب رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن. وأضاف المصدر أن متظاهرين قتلا برصاص أطلق من آلية عسكرية في بصرى الحرير بمحافظة درعا مهد الاحتجاجات جنوب سوريا. كما قتل ثلاثة مدنيين في حي القابون في دمشق بعد تظاهرات ليلية تم خلالها إحراق صورة للرئيس بشار الأسد، بحسب تسجيل مصور بثه ناشطون حقوقيون. وأكد شهود عيان أن طائرات هليكوبتر سورية أطلقت مدافع رشاشة لتفريق مظاهرة كبيرة مطالبة بالديمقراطية في بلدة معرة النعمان أمس الجمعة في أول تقرير عن استخدام القوة الجوية لقمع الاحتجاجات في الانتفاضة السورية. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات هليكوبتر أطلقت النيران في البلدة بعدما قتلت قوات الأمن على الأرض خمسة محتجين لكنه قال: إنه لم ترد تقارير عن سقوط قتلى في الهجوم بطائرات الهليكوبتر.وقال شاهدان إنهما رأيا خمس طائرات على الأقل. من جانب آخر أكد عدد من الجرحى السوريين الذين لجأوا إلى تركيا لتلقي العلاج أنهم تعرضوا لنيران جنود إيرانيين يشاركون في قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وروى مصطفى (23 عاما) وهو بائع معادن أصيب بالرصاص في ساقه اليسرى وذراعه اليمني ويعالج في احد مستشفيات إنطاكيا جنوب تركيا «كنا نتظاهر الجمعة ونهتف شعارات مثل +ليسقط النظام+ فقطعت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى المدينة وأطلقت النار علينا». ويقول «كان هناك شرطيون باللباس المدني ولكن كان هناك أيضا جنود إيرانيون» مضيفا «رأيتهم بأم عيني وكنا طلبنا منهم في اليوم السابق عدم مهاجمتنا لكنهم لا يتكلمون العربية». وأكد العديد من الجرحى السوريون الذين يتلقون العلاج في مستشفيات تركية أن الذين أطلقوا عليهم النار ليسوا عرب بل هم إيرانيون. من جهته اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري بارتكاب «فظاعة» ووصف قمع المحتجين في سوريا بأنه «غير مقبول» فيما تتواصل أعمال التمشيط في البلاد ما أدى إلى وصول إعداد إضافية من النازحين إلى تركيا. ولجأ 2500 سوري إلى جنوب تركيا، على حد قول وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مساء الخميس. وأعلن التلفزيون الرسمي السوري أن الجيش السوري بدأ الجمعة عملية عسكرية في منطقة جسر الشغور بمحافظة ادلب. وقال التلفزيون إن الجيش بدأ هذه العملية «استجابة لنداء الأهالي (...) للسيطرة على القرى المحيطة والقبض على العصابات المسلحة التي روعت السكان وقامت بقتل عناصر من القوات الأمنية». ودان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس «المجازر ضد الأبرياء» التي يرتكبها النظام السوري معتبرا أن «شرعية» الرئيس بشار الأسد أصبحت موضع تساؤل. وقال غيتس في مركز فكري في بروكسل إن «إزهاق حياة أبرياء يجب أن يكون مشكلة ومصدر قلق للجميع». وأضاف «اعتقد أن الجميع يجب أن يتساءلوا لمعرفة ما إذا كان الأسد يملك شرعية حكم بلده بعد هذا النوع من القتل».