خلفان يوضح للصحفيين تفاصيل مصورة عن الاغتيال وخلفه شاشة تظهر زعيم العصابة الأوروبية كشفت حكومة إمارة دبي مساء أمس تفاصيل عن عملية اغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الشهر الماضي في فندق البستان واتهمت 11 أوروبيا بينهم امرأة وقدمت رواية مدعمة بصور الكاميرات منذ لحظة وصولهم الى مطار دبي ونزولهم في فنادق متفرقة بالمدينة في عملية محكمة ووجهت حماس اتهامات لضابطين بالسلطة الفلسطينية بالتورط فيها لكن الأخيرة تحدتها بأن تكشف أسماءهما بل إنها اعتبرت أن الضابطين ينتميان لحماس. وأعلن قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان في مؤتمر صحفي أن المجموعة، قدمت الى دبي على دفعات وغادرتها في عملية استغرقت فقط 24 ساعة ونفذت خلالها الجريمة. وتضم المجموعة شخصا يحمل جوازا فرنسيا وآخر يحمل جوازا المانيا وثلاثة يحملون جوازات ايرلندية، بينهم امرأة، اضافة الى ستة اشخاص يحملون جوازات بريطانية، وهي جوازات «صحيحة حتى ثبوت العكس» بحسب خلفان. واكد قائد شرطة دبي ان هؤلاء «هم المشتبه بهم ولا تساورنا اي شكوك حولهم» معربا «عن الاسف لأنهم ينتمون الى بلدان صديقة». واضاف خلفان ان اسماء هؤلاء التي كشف عنها للصحافيين ستعمم على الانتربول مجددا التأكيد انه «لا يستبعد (ضلوع) الموساد (الاسرائيلي) ولا غير الموساد». وعرضت شرطة دبي فيلما مفصلا يستخدم تسجيلات كاميرات المراقبة ويعيد تشكيل مراحل جريمة الاغتيال منذ بدء وصول مجموعة المشتبه بهم الى دبي قبل 19 ساعة من الاغتيال، حتى مغادرتهم جميعا في غضون ساعات قليلة بعد الجريمة. وتظهر الصور تحركات المجموعة بين المطار وفنادق مختلفة فضلا عن قيام بعض الافراد بدخول الحمامات والخروج منها باشكال مختلفة عبر استخدام الشعر المستعار وتغيير الثياب. وتقسمت المجموعة الى مجموعات لمراقبة تحركات المبحوح منذ وصوله الى المطار وحتى دخوله الى غرفته للمرة الاخيرة، اضافة الى مجموعتين تضمان اربعة اشخاص قالت الشرطة انهم «منفذو» الاغتيال. وذكر خلفان مجددا ان المبحوح قتل «بكتم الانفاس» وانه يمكن ان يكون تعرض لصعقة كهربائية وذلك في 19 كانون الثاني/يناير وظل جثة هامدة في غرفته حتى اليوم التالي بعد ان تمكنت مجموعة الاغتيال من اغلاق باب غرفته بالسلسلة المعدنية من الداخل. وبحسب تفاصيل العملية التي اعادت شرطة دبي تركيبها بدقة كبيرة مستخدمة تسجيلات عشرات كاميرات المراقبة، تمكن «المتهم الاول» في المجموعة، وهو يحمل جوازا فرنسيا، من حجز غرفة مجاورة لغرفة المبحوح في فندق «البستان روتانا» بالقرب من مطار دبي الدولي، وقد استخدمت المجموعة هذه الغرفة للاعداد للاغتيال. وبحسب شرطة دبي، فإن احد اعضاء المجموعة حاول فك شيفرة باب غرفة المبحوح ولكن ليس واضحا ما اذا كان منفذو الاغتيال تمكنوا من دخول غرفته مستغلين غيابه لبعض الوقت من اجل التجول في دبي، او انهم تمكنوا من دخولها لاحقا اثناء وجود المبحوح فيها. ولم يستخدم المشتبه بهم اي ادوات اتصال محلية فيما بينهم بل استخدموا «وسائل اتصال متطورة» و»مشفرة» لا تمر عبر قنوات الاتصال الاماراتية. كما لم يستخدموا بطاقات ائتمانية بل دفعوا نقدا للفنادق وسيارات الاجرة. وذكر خلفان ان حماس طلبت المشاركة في التحقيق و»قلنا لهم لا اطلاقا» مرجحا ان يكون امن المبحوح الذي وصل بجواز سفر لا يحمل كنيته (المبحوح) مخترق «اختراقا كبيرا» قبل وصوله الى دبي لان اعضاء المجموعة الاوروبية الذين يفترض انهم اغتالوه وصلوا الى دبي قبله. وقال «نعرفهم واحدا واحدا ونعرف اين مسكنهم» لكن ملاحقتهم ستتم عبر الوسائل الدولية المعروفة وستنشر صورهم واسماؤهم. وذكر خلفان ان ما حكي عن ان زيارة المبحوح الى دبي كانت بغرض الالتقاء مع اطراف ايرانية لاتمام صفقات سلاح لحماس، هو «كلام فاضي». واعتبر ان اغتيال المبحوح الذي كان وحيدا اعزل «من قبل اكثر من عشرة اشخاص عمل جبان وليس عملا بطوليا». وفي تلميح الى امكانية ضلوع دولة في اغتيال المبحوح، قال «اذ كان قادة بعض الدول يصدرون الاوامر لاجهزتهم الاستخبارية والامنية من اجل القتل، فهذا بغيض ومرفوض». وكانت حركة حماس اتهمت مرارا اسرائيل وجهاز الموساد باغتيال المبحوح فيما سبق ان اكد خلفان انه سيصدر مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اذا ما ثبت ضلوع الموساد. لكن خلفان وفي سياق تناوله لتاريخ المبحوح وضلوعه المفترض في قتل جنديين اسرائيليين أسرا خلال الانتفاضة الاولى، قال «اذا كان اسر جندي من قبل فرد يعد عملا بطوليا، وهو كذلك، فان قتل اسير ليس بعمل بطولي». ومن غزة، اتهم القيادي في حركة حماس أيمن طه السلطة الفلسطينية بالتورط في عملية اغتيال المبحوح معتبرا أن الفلسطينيين اللذين اعتقلا في الاردن مؤخرا أثناء وصولهما من دبي في يناير / كانون الثاني الماضي يعملان لدى السلطة الفلسطينية، وانهما شاركا في عملية اغتيال المبحوح مع الموساد الاسرائيلي. لكن المتحدث باسم أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية اللواء عدنان الضميري رد على اتهامات طه قائلا «لدينا معلومات مؤكدة بان اثنين من ضباط حركة حماس، واحد برتبة ملازم والآخر برتبة نقيب، متورطان في اغتيال المبحوح». واضاف الضميري «اتحدى حركة حماس ان تعلن اسماءهما او المكان الذي عمل به الاثنان، نحن لا نريد كشف اسمائهما ونترك الامر لشرطة دبي المسؤولة عن التحقيق في هذه القضية».